Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 80-82)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقرأ الجحدري « وكان أبواه مؤمنان » على أن « كان » فيه ضمير الشأن { فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَـٰناً وَكُفْراً } فخفنا أن يغشى الوالدين المؤمنين طغياناً عليهما ، وكفراً لنعمتهما بعقوقه وسوء صنيعه ، ويلحق بهما شراً وبلاء ، أو يقرن بإيمانهما طغيانه وكفره ، فيجتمع في بيت واحد مؤمنان وطاغ كافر . أو يعديهما بدائه ويضلهما بضلاله فيرتدّا بسببه ويطغيا ويكفرا بعد الإيمان وإنما خشي الخضر منه ذلك لأن الله تعالى أعلمه بحاله وأطلعه على سرّ أمره . وأمره إياه بقتله كاخترامه لمفسدة عرفها في حياته . وفي قراءة أبيّ « فخاف ربك » والمعنى فكره ربك كراهة من خاف سوء عاقبة الأمر فغيره . ويجوز أن يكون قوله { فَخَشِينَا } حكاية لقول الله تعالى ، بمعنى فكرهنا ، كقوله { لأهَبَ لَكِ } مريم 19 . وقرىء « يبدّلهما » بالتشديد . والزكاة الطهارة والنقاء من الذنوب . والرحم الرحمة والعطف . وروي أنه ولدت لهما جارية نزوّجها نبيّ ، فولدت نبياً هدى الله على يديه أمّة من الأمم . وقيل ولدت سبعين نبياً . وقيل أبدلهما ابناً مؤمناً مثلهما . قيل اسما الغلامين أصرم ، وصريم . والغلام المقتول اسمه الحسين . واختلف في الكنز ، فقيل مال مدفون من ذهب وفضة . وقيل لوح من ذهب مكتوب فيه 648 عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب ، وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل . وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها . لا إلٰه إلاّ الله محمد رسول الله . وقيل صحف فيها علم . والظاهر لإطلاقه أنه مال . وعن قتادة أحل الكنز لمن قبلنا وحرّم علينا ، وحرّمت الغنيمة عليهم وأحّلت لنا أراد قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ } التوبة 34 . { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحاً } اعتداد بصلاح أبيهما وحفظ لحقه فيهما . وعن جعفر بن محمد الصادق كان بين الغلامين وبين الأب الذي حفظا فيه سبعة آباء . وعن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما بم حفظ الله الغلامين ؟ قال بصلاح أبيهما . قال فأبي وجدّي خير منه . فقال قد أنبأنا الله أنكم قوم خصمون { رَحْمَةً } مفعول له . أو مصدر منصوب بأراد ربك ، لأنه في معنى رحمهما { وَمَا فَعَلْتُهُ } وما فعلت ما رأيت { عَنْ أَمْرِى } عن اجتهادي ورأيي ، وإنما فعلته بأمر الله .