Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 54-55)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد وإن كان ذلك موجوداً في غيره من الأنبياء ، تشريفاً له وإكراماً ، كالتلقيب بنحو الحليم ، والأوّاه ، والصدّيق ولأنه المشهور المتواصف من خصاله عن ابن عباس رضي الله عنه أنه وعد صاحباً له أن ينتظره في مكان ، فانتظره سنة . وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح فوفى ، حيث قال { سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } الصافات 102 كان يبدأ بأهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم ، ولأنهم أولى من سائر الناس { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } الشعراء 214 ، { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ } طه 132 ، { قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } التحريم 6 ألا ترى أنهم أحق بالتصدّق عليهم فالإحسان الديني أولى . وقيل { أَهْلَهُ } أمته كلهم من القرابة وغيرهم لأنّ أمم النبيين في عداد أهاليهم . وفيه أنّ من حق الصالح أن لا يألو نصحاً للأجانب فضلاً عن الأقارب والمتصلين به ، وأن يحظيهم بالفوائد الدينية ولا يفرط في شيء من ذلك .