Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 5-6)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان مواليه - وهم عصبته إخوته وبنو عمه - شرار بني إسرائيل ، فخافهم على الدين أن يغيروه ويبدّلوه ، وأن لا يحسنوا الخلافة على أمته ، فطلب عقباً من صلبه صالحاً يقتدى به في إحياء الدين ويرتسم مراسمه فيه { مِن وَرَائِى } بعد موتي . وقرأ ابن كثير « من وراي » بالقصر ، وهذا الظرف لا يتعلق بـ خفت لفساد المعنى ، ولكن بمحذوف . أو بمعنى الولاية في الموالي أي خفت فعل الموالي وهو تبديلهم وسوء خلافتهم من ورائي . أو خفت الذين يلون الأمر من ورائي . وقرأ عثمان ومحمد بن علي وعلي بن الحسين رضي الله عنهم « خَفَّتِ الموالي من ورائي » وهذا على معنيين ، أحدهما أن يكون { وَرَائِى } بمعنى خلفي وبعدي ، فيتعلق الظرف بالموالي أي قلوا وعجزوا عن إقامة أمر الدين ، فسأل ربه تقويتهم ومظاهرتهم بوليّ يرزقه . والثاني أن يكون بمعنى قدامي ، فيتعلق بخفت ، ويريد أنهم خفوا قدامه ودرجوا ولم يبق منهم من به تقوّ واعتضاد { مِن لَّدُنْكَ } تأكيد لكونه ولياً مرضياً ، بكونه مضافاً إلى الله تعالى وصادرا من عنده ، وإلا - فهب لي ولياً يرثني - كاف ، أو أراد اختراعاً منك بلا سبب لأني وامرأتي لا نصلح للولادة { يَرِثُنِى وَيَرِثُ } الجزم جواب الدعاء ، والرفع صفة . ونحوه { رِدْءاً يُصَدّقُنِى } القصص 34 وعن ابن عباس والجحدري يرثني وأرث آل يعقوب ، نصب على الحال . وعن الجحدري أُويرث ، على تصغير وأرث ، وقال غليم صغير . وعن علي رضي الله عنه وجماعة وارث من آل يعقوب أي يرثني به وارث ، ويسمى التجريد في علم البيان ، والمراد بالإرث إرث الشرع والعلم ، لأنّ الأنبياء لا تورّث المال . وقيل يرثني الحبورة وكان حبراً ، ويرث من آل يعقوب الملك . يقال ورثته وورثت منه لغتان . وقيل « من » للتبعيض لا للتعدية ، لأنّ آل يعقوب لم يكونوا كلهم أنبياء ولا علماء ، وكان زكريا عليه السلام من نسل يعقوب بن إسحاق . وقيل هو يعقوب بن ماتان أخو زكريا . وقيل يعقوب هذا وعمران أبو مريم أخوان من نسل سليمان بن داود .