Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 65-65)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } بدل من ربك ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هو رب السموات والأرض { فَٱعْبُدْهُ } كقوله @ وَقَاَئِلَةٍ خَوْلاَنُ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ @@ وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64 من كلام المتقين ، وما بعده من كلام رب العزة . فإن قلت هلا عدّي { وَاْصْطَبِر } بعلى التي هي صلته ، كقوله تعالى { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } طه 132 ؟ قلت لأن العبادة جعلت بمنزلة القرن في قولك للمحارب اصطبر لقرنك ، أي اثبت له فيما يورد عليك من شداته أريد أن العبادة تورد عليك شدائد ومشاق ، فاثبت لها ولاتهن ، ولا يضق صدرك عن إلقاء عداتك من أهل الكتاب إليك الأغاليط ، وعن احتباس الوحي عليك مدة وشماتة المشركين بك . أي لم يسم شيء بالله قط ، وكانوا يقولون لأصنامهم آلهة ، والعزى إله وأما الذي عوض فيه الألف واللام من الهمزة ، فمخصوص به المعبود الحق غير مشارك فيه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا يسمى أحد الرحمٰن غيره . ووجه آخر هل تعلم من سمي باسمه على الحق دون الباطل ، لأن التسمية على الباطل في كونها غير معتدّ بها كلا تسمية . وقيل مثلاً وشبيهاً ، أي إذا صح أن لا معبود يوجه إليه العباد العبادة إلا هو وحده ، لم يكن بد من عبادته والاصطبار على مشاقها وتكاليفها .