Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 87-87)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الواو في { لاَّ يَمْلِكُونَ } إن جعل ضميراً فهو للعباد ، ودل عليه ذكر المتقين والمجرمين لأنهم على هذه القسمة . ويجوز أن تكون علامة للجمع ، كالتي في « أكلوني البراغيث » والفاعل { مَنِ ٱتَّخَذَ } لأنه في معنى الجمع ، ومحل { مَنِ ٱتَّخَذَ } رفع على البدل ، أو على الفاعلية . ويجوز أن ينتصب على تقدير حذف المضاف ، أي إلا شفاعة من اتخذ . والمراد لا يملكون أن يشفع لهم ، واتخاذ العهد الاستظهار بالإيمان والعمل . وعن ابن مسعود أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم . 678 " أَيعجزُ أحدُكُمْ أَنْ يتخذَ كلَّ صباحٍ ومساءٍ عندَ اللَّهِ عهداً ، قالوا وكيفَ ذَلَكَ ؟ قالَ « يقولُ كلَّ صباحٍ ومساءٍ اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ إنِّي أعهدُ إليْكَ بأنِّي أشهدُ أَنْ لاَ إله إلاَّ انتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ وأَنَّ محمداً عبدك ورسولُكَ ، وأنَّكَ إِنْ تكلني إلى نفسِي تقرّبُني منَ الشرِّ وتباعدوني منَ الخيرِ ، وأَنِّي لاَ أثِقُ إلاَّ برحمتِكُ فاجعلْ لي عنَدكَ عهَداً توفينيهِ يومَ القيامَةِ إِنِّكَ لا تخلفُ المعيادَ . فإذَا قالَ ذَلَكَ طُبَعَ عليهِ بطابعٍ ووضعَ تحتَ العرشِ ، فإذَا كَانَ يومَ القيامةِ نادَى منادٍ أينَ الذِينَ لَهمُ عندَ الرحمٰنِ عهدٌ ، فيدخلونَ الجنة " وقيل كلمة الشهادة . أو يكون مِنْ عهد الأمير إلى فلان بكذا . إذا أمره به ، أي لا يشفع إلا المأمور بالشفاعة المأذون له فيها . وتعضده مواضع في التنزيل { وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَىٰ } النجم 26 ، { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } سبأ 23 ، و { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً } طه 109 .