Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 88-91)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « إِدَّا » بالكسر والفتح . قال ابن خالويه الإدّ والأدّ العجب . وقيل العظيم المنكر . والإدّة الشدّة . وأدنَي الأمر وآدني أثقلني وعظم عليّ إدّاً « يكادُ » قراءة الكسائي ونافع بالياء . وقرىء « ينفطرن » الأنفطار مِنْ فطره إذا شقه . والتفطر من فطره إذا شققه وكرر الفعل فيه . وقرأ ابن مسعود « ينصدعن » أي تهدّ هدّاً ، أو مهدودة ، أو مفعول له أي لأنها تهدّ . فإن قلت ما معنى انفطار السموات وانشقاق الأرض وخرور الجبال ؟ ومن أين تؤثر هذه الكلمة في الجمادات ؟ قلت فيه وجهان ، أحدهما أن الله سبحانه يقول كدت أفعل هذا بالسموات والأرض والجبال عند وجود هذه الكلمة غضباً مني على من تفوّه بها ، لولا حلمي ووقاري ، وأني لا أعجل بالعقوبة كما قال { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } فاطر 41 والثاني أن يكون استعظاماً للكلمة ، وتهويلاً من فظاعتها ، وتصويراً لأثرها في الدين وهدمها لأركانه وقواعده ، وأن مثال ذلك الأثر في المحسوسات أن يصيب هذه الأجرام العظيمة التي هي قوام العالم ما تنفطر منه وتنشق وتخرّ وفي قوله { لَقَدْ جِئْتُمْ } وما فيه من المخاطبة بعد الغيبة ، وهو الذي يسمى الالتفات في علم البلاغة زيادة تسجيل عليهم بالجرأة على الله ، والتعرّض لسخطه ، وتنبيه على عظم ما قالوا . في { أَن دَعَوْا } ثلاثة أوجه أن يكون مجروراً بدلاً من الهاء في منه ، كقوله @ عَلَى حَالَةٍ لَوْ أَنَّ فِي الْقَوْمِ حَاتِمَاً عَلَى جُوِدِهِ لَضَنَّ بِالْمَاءِ حَاتِمُ @@ ومنصوباً بتقدير سقوط اللام وإفضاء الفعل ، أي هذا لأن دعوا ، علل الخرور بالهدّ ، والهدّ بِدُعَاءِ الولد للرحمٰن . ومرفوعاً بأنه فاعل هدّاً ، أي هدها دعاء الولد للرحمٰن . وفي اختصاص الرحمٰن وتكريره مرات من الفائدة أنه هو الرحمٰن وحده ، لا يستحق هذا الاسم غيره . من قبل أنّ أصول النعم وفروعها منه خلق العالمين ، وخلق لهم جميع ما معهم ، كما قال بعضهم فلينكشف عن بصرك غطاؤه . فأنت وجميع ما عندك عطاؤه . فمن أضاف إليه ولداً فقد جعله كبعض خلقه وأخرجه بذلك عن استحقاق اسم الرحمٰن . هو من دعا بمعنى سمى المتعدي إلى مفعولين ، فاقتصر على أحدهما الذي هو الثاني ، طلباً للعموم والإحاطة بكل ما دعى له ولداً . أو من دعا بمعنى نسب ، الذي مطاوعه ما في قوله عليه السلام . 679 " مَنْ ادَّعى إلى غيرِ مواليه " وقول الشاعر @ إنَّا بَنِي نَهْشَلٍ لاَ نَدَّعِي لأبٍ @@ أي لا ننتسب إليه .