Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 238-239)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ } أي الوسطى بين الصلوات ، أو الفضلى ، من قولهم للأفضل الأوسط . وإنما أفردت وعطفت على الصلاة لانفرادها بالفضل وهي صلاة العصر . وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب . 140 " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله بيوتهم ناراً " وقال عليه الصلاة و السلام . 141 " إنها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب " وعن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف 142 إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فأملت عليه والصلاة الوسطى صلاة العصر وروي عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم والصلاة الوسطى وصلاة العصر بالواو . فعلى هذه القراءة يكون التخصيص لصلاتين إحداهما الصلاة الوسطى ، إمّا الظهر ، وإمّا الفجر وإمّا المغرب ، على اختلاف الروايات فيها ، والثانية العصر ، وقيل فضلها لما في وقتها من اشتغال الناس بتجاراتهم ومعايشهم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما هي صلاة الظهر لأنها في وسط النهار ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها بالهاجرة ، ولم تكن صلاة أشدّ على أصحابه منها . وعن مجاهد هي الفجر لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل . وعن قبيصة بن ذؤيب هي المغرب ، لأنها وتر النهار ولا تنقص في السفر من الثلاث وقرأ عبد الله « وعلى الصلاة الوسطى » وقرأت عائشة رضي الله عنها « والصلاة الوسطى » بالنصب على المدح والاختصاص . وقرأ نافع « الوصطى » ، بالصاد { وَقُومُواْ لِلَّهِ } في الصلاة { قَـٰنِتِينَ } ذاكرين لله في قيامكم . والقنوت أن تذكر الله قائماً . وعن عكرمة كانوا يتكلمون في الصلاة فنهوا . وعن مجاهد هو الركود وكف الأيدي والبصر . وروي أنهم كانوا إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمٰن أن يمدّ بصره أو يلتفت ، أو يقلب الحصا ، أو يحدّث نفسه بشيء من أمور الدنيا { فَإِنْ خِفْتُمْ } فإن كان بكم خوف من عدو أو غيره { فَرِجَالاً } فصلوا راجلين ، وهو جمع راجل كقائم وقيام ، أو رجل يقال رجل رجل ، أي راجل . وقرىء « فرجالا » . بضم الراء ، « ورجالاً » بالتشديد « ورجلاً » . وعند أبي حنيفة رحمه الله لا يصلون في حال المشي والمسايفة ما لم يمكن الوقوف وعند الشافعي رحمه الله يصلون في كل حال ، والراكب يومىء ويسقط عنه التوجه إلى القبلة { فَإِذَا أَمِنتُمْ } فإذا زال خوفكم { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } من صلاة الأمن ، أو فإذا أمنتم فاشكروا الله على الأمن ، واذكروه بالعبادة ، كما أحسن إليكم بما علمكم من الشرائع ، وكيف تصلون في حال الخوف وفي حال الأمن .