Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-256)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } أي لم يجر الله أمر الإيمان على الإجبار والقسر ، ولكن على التمكين والاختيار . ونحوه قوله تعالى { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى ٱلاْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } يونس 99 أي لو شاء لقسرهم على الإيمان ولكنه لم يفعل ، وبنى الأمر على الاختيار { قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } قد تميز الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ } فمن اختار الكفر بالشيطان أو الأصنام والإيمان بالله { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } من الحبل الوثيق المحكم ، المأمون انفصامها ، أي انقطاعها . وهذا تمثيل للمعلوم بالنظر ، والاستدلال بالمشاهد المحسوس ، حتى يتصوّره السامع كأنه ينظر إليه بعينه ، فيحكم اعتقاده والتيقن به . وقيل هو إخبار في معنى النهي ، أي لا تتكرهوا في الدين . ثم قال بعضهم هو منسوخ بقوله { جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } التوبة 73وقيل هو في أهل الكتاب خاصة لأنهم حصنوا أنفسهم بأداء الجزية وروي . 148 أنه كان لأنصاري من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما ، فأبيا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر ؟ فنزلت فخلاهما