Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 260-260)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَرِنِى } بصرني ، فإن قلت كيف قال له { أَوَ لَمْ تُؤْمِنَ } وقد علم أنه أثبت الناس إيماناً ؟ قلت ليجيب بما أجاب به لما فيه من الفائدة الجليلة للسامعين . و { بَلَىٰ } إيجاب لما بعد النفي ، معناه بلى آمنت { وَلَـٰكِن لّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى } ليزيد سكوناً وطمأنينة بمضامة علم الضرورة علم الاستدلال وتظاهر الأدلة أسكن للقلوب وأزيد للبصيرة واليقين ، ولأن علم الاستدلال يجوز معه التشكيك بخلاف العلم الضروري ، فأراد بطمأنينة القلب العلم الذي لا مجال فيه للتشكيك . فإن قلت بم تعلقت اللام في { لّيَطْمَئِنَّ } ؟ قلت بمحذوف تقديره ولكن سألت ذلك إرادة طمأنينة القلب { فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ ٱلطَّيْرِ } قيل طاوساً وديكاً وغراباً وحمامة { فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } بضم الصاد وكسرها بمعنى فأملهنّ واضممهنّ إليك قال @ وَلكنَّ أطْرَافَ الرِّماحِ تَصُورُهَا @@ وقال @ وَفَرْعٍ يَصيرُ الجْيِدَ وَحْفٍ كَأنَّه عَلَى اللَّيْتِ قِنْوَانُ الْكُرُومِ الدَّوَالِحِ @@ وقرأ ابن عباس رضي الله عنه « فصرهن » بضم الصاد وكسرها وتشديد الراء ، من صره يصره ويصره إذا جمعه ، نحو ضره ويضره ويضره . وعنه « فصرّهن » من التصرية وهي الجمع أيضاً { ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا } يريد ثم جزئهن وفرق أجزاءهن على الجبال . والمعنى على كل جبل من الجبال التي بحضرتك وفي أرضك . وقيل كانت أربعة أجبل . وعن السدّي سبعة { ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ } وقل لهن تعالين بإذن الله { يَأْتِينَكَ سَعْيًا } ساعيات مسرعات في طيرانهن أو في مشيهن على أرجلهن . فإن قلت ما معنى أمره بضمها إلى نفسه بعد أن يأخذها ؟ قلت ليتأملها ويعرف أشكالها وهيئاتها وحلاها لئلا تلتبس عليه بعد الإحياء ولا يتوهم أنها غير تلك ولذلك قال يأتينك سعياً . وروي أنه أمر بأن يذبحها وينتف ريشها ويقطعها ويفرّق أجزاءها ويخلط ريشها ودماءها ولحومها ، وأن يمسك رؤسها ، ثم أمر أن يجعل أجزاءها على الجبال ، على كل جبل ربعاً من كل طائر . ثم يصيح بها تعالين بإذن الله ، فجعل كل جزء يطير إلى الآخر حتى صارت جثثا ثم أقبلن فانضممن إلى رؤسهن ، كل جثة إلى رأسها . وقريء « جزأ » بضمتين . « وجّزّاً » ، بالتشديد . ووجهه أنه خفف بطرح همزته ، ثم شدد كما يشدد في الوقف ، إجراء للوصل مجرى الوقف .