Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 286-286)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الوسع ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه ولا يحرج فيه ، أي لا يكلفها إلا ما يتسع فيه طوقه ويتيسر عليه دون مدى الطاقة والمجهود . وهذا إخبار عن عدله ورحمته كقوله تعالى { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ } البقرة 185 لأنه كان في إمكان الإنسان وطاقته أن يصلي أكثر من الخمس ، ويصوم أكثر من الشهر ، ويحج أكثر من حجة . وقرأ ابن أبي عبلة « وسعها » بالفتح { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } ينفعها ما كسبت من خير ويضرها ما اكتسبت من شر ، لا يؤاخذ بذنبها غيرها ولا يثاب غيرها بطاعتها . فإن قلت لم خص الخير بالكسب ، والشر بالاكتساب ؟ قلت في الاكتساب اعتمال ، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمّارة به ، كانت في تحصيله أعمل وأجدّ ، فجعلت لذلك مكتسبة فيه . ولما لم تكن كذلك في باب الخير وصفت بما لادلالة فيه على الاعتمال . أي لا تؤاخذنا بالنسيان أو الخطأ إن فرط منا . فإن قلت النسيان والخطأ متجاوز عنهما ، فما معنى الدعاء بترك المؤاخذة بهما ؟ قلت ذكر النسيان والخطأ والمراد بهما ما هما مسببان عنه من التفريط والإغفال . ألا ترى إلى قوله { وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَـٰنُ } الكهف 63 والشيطان لا يقدر على فعل النسيان ، وإنما يوسوس فتكون وسوسته سبباً للتفريط الذي منه النسيان ، ولأنهم كانوا متقين الله حق تقاته ، فما كانت تفرط منهم فرطة إلا على وجه النسيان والخطأ ، فكان وصفهم بالدعاء بذلك إيذاناً ببراءة ساحتهم عما يؤاخذون به ، كأنه قيل إن كان النسيان والخطأ مما يؤاخذ به ، فما فيهم سبب مؤاخذة إلا الخطأ والنسيان ، ويجوز أن يدعو الإنسان بما علم أنه حاصل له قبل الدعاء من فضل الله لاستدامته والاعتداد بالنعمة فيه . والإصر العبء الذي يأصر حامله أي يحبسه مكانه لا يستقل به لثقله ، استعير للتكليف الشاقّ ، من نحو قتل الأنفس ، وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب وغير ذلك . وقرىء « آصاراً » على الجمع . وفي قراءة أبيّ « ولا تحمّل » علينا بالتشديد . فإن قلت أيّ فرق بين هذه التشديدة والتي في { وَلاَ تُحَمّلْنَا } ؟ قلت هذه للمبالغة في حمل عليه ، وتلك لنقل حمله من مفعول واحد إلى مفعولين { وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } من العقوبات النازلة بمن قبلنا ، طلبوا الإعفاء عن التكليفات الشاقة التي كلفها من قبلهم ، ثم عما نزل عليهم من العقوبات على تفريطهم في المحافظة عليها . وقيل المراد به الشاقّ الذي لا يكاد يستطاع من التكليف . وهذا تكرير لقوله { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا } . { مَوْلَـٰنَا } سيدنا ونحن عبيدك . أو ناصرنا . أو متولي أمورنا { فَٱنْصُرْنَا } فمن حق المولى أن ينصر عبيده . أو فإنّ ذلك عادتك . أو فإنّ ذلك من أمورنا التي عليك توليها . وعن ابن عباس . 155 « أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا بهذه الدعوات ، قيل له عند كل كلمة قد فعلت » وعنه عليه السلام . 156 " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " وعنه عليه السلام . 157 " أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهنّ نبيٌّ قبلي " وعنه عليه السلام . 158 " أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمٰن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل " فإن قلت هل يجوز أن يقال قرأت سورة البقرة أو قرأت البقرة . قلت لا بأس بذلك . وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم « من آخر سورة البقرة » و « خواتيم سورة البقرة » و « خواتيم البقرة » . وعن عليّ رضي الله عنه « خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش » وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أنه رمى الجمرة ثم قال « من ههنا ـــ والذي لا إلٰه غيره ـــ رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة » ولا فرق بين هذا وبين قولك سورة الزخرف وسورة الممتحنة وسورة المجادلة . وإذا قيل قرأت البقرة ، لم يشكل أنّ المراد سورة البقرة كقوله { وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } يوسف 82 وعن بعضهم أنه كره ذلك وقال يقال قرأت السورة التي تذكر فيه البقرة . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 159 " السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها فإنّ تعلمها بركة وتركها حسرة ولن تستطيعها البطلة . قيل وما البطلة ؟ قال السحرة " .