Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 284-285)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } يعني من السوء يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء لمن استوجب المغفرة بالتوبة مما أظهر منه أو أضمره { وَيُعَذّبُ مَن يَشَاءُ } ممن استوجب العقوبة بالإصرار . ولا يدخل فيما يخفيه الإنسان الوساوس وحديث النفس ، لأنّ ذلك مما ليس في وسعه الخلو منه ، ولكن ما اعتقده وعزم عليه . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه تلاها فقال لئن آخذنا الله بهذا لنهلكنّ ، ثم بكى حتى سمع نشيجه فذكر لابن عباس فقال يغفر الله لأبي عبد الرحمٰن . قد وجد المسلمون منها مثل ما وجد فنزل { لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ } وقرىء « فيغفر » و « يعذب » ، مجزومين عطفاً على جواب الشرط ، ومرفوعين على فهو يغفر ويعذب . فإن قلت كيف يقرأ الجازم ؟ قلت يظهر الراء ويدغم الباء . ومدغم الراء في اللام لاحن مخطىء خطأ فاحشا . وراويه عن أبي عمرو مخطىء مرّتين ، لأنه يلحن وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤذن بجهل عظيم . والسبب في نحو هذه الروايات قلة ضبط الرواة ، والسبب في قلة الضبط قلة الدراية ، ولا يضبط نحو هذا إلا أهل النحو . وقرأ الأعمش « يغفر » بغير فاء مجزوماً على البدل من يحاسبكم ، كقوله @ مَتَى تَأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا في دِيَارِنَا تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وَنَاراً تَأجَّجَا @@ ومعنى هذا البدل التفصيل لجملة الحساب ، لأنّ التفصيل أوضح من المفصل ، فهو جار مجرى بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال ، كقولك ضربت زيداً رأسه ، وأحب زيداً عقله ، وهذا البدل واقع في الأفعال وقوعه في الأسماء لحاجة القبيلين إلى البيان . { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } إن عطف على الرسول كان الضمير ـــ الذي التنوين نائب عنه في كل ـــ راجعاً إلى الرسول والمؤمنين ، أي كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله من المذكورين . ووقف عليه . وإن كان مبتدأ كان الضمير للمؤمنين . ووحد ضمير كل في آمن على معنى كل واحد منهم آمن ، وكان يجوز أن يجمع ، كقوله { وَكُلٌّ أَتَوْهُ دٰخِرِينَ } النمل 87 . وقرأ ابن عباس « وكتابه » ، يريد القرآن أو الجنس وعنه الكتاب أكثر من الكتب . فإن قلت كيف يكون الواحد أكثر من الجمع ؟ قلت لأنه إذا أريد بالواحد الجنس ـــ والجنسية قائمة في وحدان الجنس كلها ـــ لم يخرج منه شيء . فأما الجمع فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع { لاَنُفَرِّقُ } يقولون لا نفرق . وعن أبي عمرو « يفرق » بالياء ، على أن الفعل لكل . وقرأ عبد الله « لا يفرقون » . و { أَحَدٍ } في معنى الجمع ، كقوله تعالى { فَمَا مِنكُم مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ } الحاقة 47 ولذلك دخل عليه بين . { سَمِعْنَا } أجبنا { غُفْرَانَكَ } منصوب بإضمار فعله . يقال غفرانك لا كفرانك ، أي نستغفرك ولا نكفرك وقرىء « وكتبه ورسله » بالسكون .