Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 63-66)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ } بالعمل على ما في التوراة { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } حتى قبلتم وأعطيتم الميثاق . وذلك أن موسى عليه السلام جاءهم بالألواح فرأوا ما فيها من الآصار والتكاليف الشاقة ، فكبرت عليهم وأبوا قبولها ، فأمر جبريل فقلع الطور من أصله ، ورفعه وظلله فوقهم وقال لهم موسى إن قبلتم وإلا أُلقي عليكم ، حتى قبلوا . { خُذُواْ } على إرادة القول { مَا ءاتَيْنَـٰكُم } من الكتاب { بِقُوَّةٍ } بجدّ وعزيمة { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } واحفظوا ما في الكتاب وادرسوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } رجاء منكم أن تكونوا متقين ، أو قلنا خذوا واذكروا إرادة أن تتقوا . { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } ثم أعرضتم عن الميثاق والوفاء به { فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } بتوفيقكم للتوبة لخسرتم . وقرىء « خذوا ما آتيتكم ، وتذكروا » و « واذكروا » و { ٱلسَّبْتِ } مصدر سبتت اليهودإذا عظمت يوم السبت . وإن ناساً منهم اعتدوا فيه أي جاوزوا ما حدّ لهم فيه من التجرّد للعبادة وتعظيمه واشتغلوا بالصيد . وذلك أن الله ابتلاهم فما كان يبقى حوت في البحر إلا أخرج خرطومه يوم السبت ، فإذا مضى تفرّقت . كما قال { تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذٰلِكَ نَبْلُوهُم } الأعراف 163 فحفروا حياضاً عند البحر وشرعوا إليها الجداول ، فكانت الحيتان تدخلها فيصطادونها يوم الأحد . فذلك الحبس في الحياض هو اعتداؤهم . { قِرَدَةً خَـٰسِئِينَ } خبران أي كونوا جامعين بين القردية والخسوء ، وهو الصغار والطرد { فَجَعَلْنَاهَا } يعني المسخة { نَكَـٰلاً } عبرة تنكل من اعتبر بها أي تمنعه . ومنه النكل القيد { لّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } لما قبلها { وَمَا خَلْفَهَا } وما بعدها من الأمم والقرون لأن مسختهم ذكرت في كتب الأولين فاعتبروا بها ، واعتبر بها من بلغتهم من الآخرين أو أريد بما بين يديها ما بحضرتها من القرى والأمم . وقيل نكالاً عقوبة منكلة لما بين يديها لأجل ما تقدّمها من ذنوبهم وما تأخر منها { وَمَوْعِظَةً لّلْمُتَّقِينَ } للذين نهوهم عن الاعتداء من صالحي قومهم ، أو لكل متق سمعها .