Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 97-98)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
روي 45 أن عبد الله بن صوريا من أحبار « فدك » حاجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسأله عمن يهبط عليه بالوحي ، فقال جبريل ، فقال ذاك عدوّنا ، ولو كان غيره لآمنا بك ، وقد عادانا مراراً ، وأشدّها أنه أنزل على نبينا أنّ بيت المقدس سيخربه بختنصّر ، فبعثنا من يقتله فلقيه ببابل غلاما مسكيناً ، فدفع عنه جبريل وقال إن كان ربكم أمره بهلاككم فإنه لا يسلطكم عليه ، وإن لم يكن إياه فعلى أي حق تقتلونه . وقيل أمره الله تعالى أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا . وروي 46 أنه كان لعمر رضي الله عنه أرض بأعلى المدينة ، وكان ممرّه على مدارس اليهود ، فكان يجلس إليهم ويسمع كلامهم ، فقالوا يا عمر ، قد أحببناك ، وإنا لنطمع فيك فقال والله ما أجيئكم لحبكم ، ولا أسألكم لأني شاك في ديني ، وإنما أدخل عليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأرى آثاره في كتابكم ، ثم سألهم عن جبريل فقالوا ذاك عدوّنا يطلع محمداً على أسرارنا ، وهو صاحب كل خسف وعذاب ، وإنّ ميكائيل يجيء بالخصب والسلام . فقال لهم وما منزلتهما من الله تعالى قالوا أقرب منزلة ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره . وميكائيل عدوّ لجبريل . فقال عمر لئن كانا كما تقولون فما هما بعدوّين ، ولأنتم أكفر من الحمير ، ومن كان عدواً لأحدهما كان عدواً للآخر ، ومن كان عدواً لهما كان عدّواً لله . ثم رجع عمر فوجد جبريل قد سبقه بالوحي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد وافقك ربك يا عمر . فقال عمر لقد رأيتني في دين الله بعد ذلك أصلب من الحجر . وقرىء « جبرئيل » ، بوزن قفشليل و « جبرئل » بحذف الياء ، و « جبريل » بحذف الهمزة ، و « جبريل » بوزن قنديل ، و « جبرالّ » بلام شديدة . و « جبرائيل » بوزن جبراعيل . و « جبرائل » بوزن جبراعل . ومنع الصرف فيه للتعريف والعجمة . وقيل معناه عبد الله . الضمير في { نَزَّلَهُ } للقرآن . ونحو هذا الإضمار أعني إضمار ما لم يسبق ذكره فيه فخامة لشأن صاحبه ، حيث يجعل لفرط شهرته كأنه يدل على نفسه ، ويكتفي عن اسمه الصريح بذكر شيء من صفاته { عَلَىٰ قَلْبِكَ } أي حفظه إياك وفهمكه { بِإذْنِٱللَّهِ } بتيسيره وتسهيله . فإن قلت كان حق الكلام أن يقال على قلبي . قلت جاءت على حكاية كلام الله تعالى كما تكلم به ، كأنه قيل قل ما تكلمت به من قولي من كان عدوّاً لجبريل فإنه نزله على قلبك . فإن قلت كيف استقام قوله « فإنه نزله » جزاء للشرط ؟ قلت فيه وجهان أحدهما إن عادى جبريل أحد من أهل الكتاب فلا وجه لمعاداته حيث نزل كتاباً مصدّقاً للكتب بين يديه ، فلو أنصفوا لأحبوه وشكروا له صنيعه في إنزاله ما ينفعهم ويصحـح المنزل عليهم . والثاني إن عاداه أحد فالسبب في عداوته أنه نزل عليك القرآن مصدّقاً لكتابهم وموافقاً له ، وهم كارهون للقرآن ولموافقته لكتابهم ، ولذلك كانوا يحرفونه ويجحدون موافقته له ، كقولك إن عاداك فلان فقد آذيته وأسأت إليه ، أُفرد الملكان بالذكر لفضلهما كأنهما من جنس آخر ، وهو مما ذكر أنّ التغاير في الوصف ينزل منزلة التغاير في الذات . وقرىء « ميكال » ، بوزن قنطار . و « ميكائيل » كميكاعيل . و « ميكائل » كميكاعل . و « ميكئل » كميكعل . و « ميكئيل » كميكعيل . قال ابن جني العرب إذا نطقت بالأعجمي خلطت فيه . { عَدُوٌّ لِّلْكَـٰفِرِينَ } أراد عدوّ لهم فجاء بالظاهر ، ليدل على أنّ الله إنما عاداهم لكفرهم ، وأن عداوة الملائكة كفر ، وإذا كانت عداوة الأنبياء كفراً فما بال الملائكة وهم أشرف والمعنى من عاداهم عاداه الله وعاقبه أشدّ العقاب .