Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 99-101)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ ٱلْفَـٰسِقُونَ } إلا المتمرّدون من الكفرة . وعن الحسن إذا استعمل الفسق في نوع من المعاصي وقع على أعظم ذلك النوع من كفر وغيره . وعن ابن عباس رضي الله عنه 47 قال ابن صوريا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك لها فنزلت . واللام في { ٱلْفَـٰسِقُونَ } للجنس والأحسن أن تكون إشارة إلى أهل الكتاب { أوَ كُلَّمَا } الواو للعطف على محذوف معناه أكفروا بالآيات البينات وكلما عاهدوا . وقرأ أبو السَّمَّال بسكون الواو على أنّ الفاسقون بمعنى الذين فسقوا ، فكأنه قيل وما يكفر بها إلا الذين فسقوا ، أو نقضوا عهد الله مراراً كثيرة . وقرىء « عوهدوا وعهدوا » واليهود موسومون بالغدر ونقض العهود ، وكم أخذ الله الميثاق منهم ومن آبائهم فنقضوا . وكم عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفوا { ٱلَّذِينَ عَـٰهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلّ مَرَّةٍ } الأنفال 56 . والنبذ الرمي بالذمام ورفضه . وقرأ عبد الله « نقضه » { فَرِيقٌ مّنْهُمُ } وقال فريق منهم ، لأنّ منهم من لم ينقض { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بالتوراة وليسوا من الدين في شيء ، فلا يعدّون نقض المواثيق ذنباً ولا يبالون به . { كِتَـٰبَ ٱللَّهِ } يعني التوراة ، لأنهم بكفرهم برسول الله المصدق لما معهم كافرون بها نابذون لها . وقيل كتاب الله القرآن ، نبذوه بعد ما لزمهم تلقيه بالقبول . { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أنه كتاب الله لا يدخلهم فيه شك . يعني أن علمهم بذلك رصين ، ولكنهم كابروا وعاندوا ونبذوه وراء ظهورهم ، مثل لتركهم وإعراضهم عنه ، مثل بما يرمى به وراء الظهر استغناء عنه وقلة التفات إليه . وعن الشعبي هو بين أيديهم يقرؤنه ، ولكنهم نبذوا العمل به . وعن سفيان أدرجوه في الديباج والحرير وحلوه بالذهب ، ولم يحلوا حلاله ولم يحرّموا حرامه .