Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 42-44)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الونى . الفتور والتقصير . وقرىء « تنيا » بكسر حرف المضارعة للإتباع ، أي لا تنسياني ولا أزال منكما على ذكر حيثما تقلبتما ، واتخذا ذكري جناحاً تصيران به مستمدين بذلك العون والتأييد مني ، معتقدين أن أَمراً من الأمور لا يتمشى لأحد إلا بذكري . ويجوز أن يريد بالذكر تبليغ الرسالة ، فإن الذكر يقع على سائر العبادات ، وتبليغ الرسالة من أجلِّها وأعظمها ، فكان جديراً بأن يطلق عليه اسم الذكر . روي أن الله تعالى أوحى إلى هٰرون وهو بمصر أن يتلقى موسى . وقيل سمع بمقبله . وقيل ألهم ذلك . قرىء « لينا » بالتخفيف والقول اللين . نحو قوله تعالى { هَل لَّكَ إِلَىٰۤ أَن تَزَكَّىٰ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبّكَ فَتَخْشَىٰ } النازعات 18 لأنّ ظاهره الاستفهام والمشورة ، وعرض ما فيه من الفوز العظيم . وقيل عداه شباباً لا يهرم بعده ، وملكاً لا ينزع منه إلا بالموت ، وأن تبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته . وقيل لا تجبهاه بما يكره ، وألطفاً له في القول ، لما له من حق تربية موسىعليه الصلاة والسلام ، ولما ثبت له من مثل حق الأبّوة . وقيل كنياه وهو من ذوي الكنى الثلاث أبو العباس ، وأبو الوليد ، وأبو مرّة والترجي لهما ، أي اذهبا على رجائكما وطمعكما ، وباشرا الأمر مباشرة من يرجو ويطمع أن يثمر عمله ولا يخيب سعيه . فهو يجتهد بطوقه ، ويحتشد بأقصى وسعه . وجدوى إرسالهما إليه مع العلم بأن لن يؤمن إلزام الحجة وقطع المعذرة { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَـٰهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءايَـٰتِكَ } طه 134 أي يتذكر ويتأمّل فيبذل النصفة من نفسه والإذعان للحق { أَوْ يَخْشَىٰ } أن يكون الأمر كما تصفان ، فيجرّه إنكاره إلى الهلكة .