Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 62-64)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عن ابن عباس إن نجواهم إن غلبنا موسى اتبعناه . وعن قتادة إن كان ساحراً فسنغلبه وإن كان من السماء فله أمر . وعن وهب لما قال { وَيْلَكُمْ } الآية قالوا ما هذا بقول ساحر . والظاهر أنهم تشاوروا في السر وتجاذبوا أهداب القول ، ثم قالوا إن هذان لساحران . فكانت نجواهم في تلفيق هذا الكلام وتزويره ، خوفاً من غلبتهما ، وتثبيطاً للناس عن اتباعهما . قرأ أبو عمرو « إن هذين لساحران » على الجهة الظاهرة المكشوفة . وابن كثير وحفص « إنْ هذان لساحران » على قولك إنْ زيد لمنطلق . واللام هي الفارقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة . وقرأ أبيّ « إن ذان إلا ساحران » وقرأ ابن مسعود « أن هذان ساحران » بفتح أن وبغير لام ، بدل من النجوى . وقيل في القراءة المشهورة { إِنْ هَـٰذٰنِ لَسَاحِرٰنِ } هي لغة بلحرث بن كعب ، جعلوا الاسم المثنى نحو الأسماء التي آخرها ألف ، كعصا وسعدى ، فلم يقلبوها ياء في الجر والنصب . وقال بعضهم { إِنْ } بمعنى نعم . و { لَسَٰ حِرَٰ نِ } خبر مبتدأ محذوف ، واللام داخلة على الجملة تقديره لهما ساحران . وقد أعجب به أبو إسحاق سموا مذهبهم الطريقة { ٱلْمُثْلَىٰ } والسنة الفضلى ، وكل حزب بما لديهم فرحون . وقيل أرادوا أهل طريقتهم المثلى ، وهم بنو إسرائيل ، لقول موسى { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِىۤ إِسْرٰۤ ءيلَ } وقيل « الطريقة » اسم لوجوه الناس وأشرافهم الذين هم قدوة لغيرهم . يقال هم طريقة قومهم . ويقال للواحد أيضاً هو طريقة قومه { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } يعضده قوله فجمع كيده وقرىء { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } أي أزمعوه واجعلوه مجمعاً عليه ، حتى لا تختلفوا ولا يخلف عنه واحد منكم ، كالمسألة المجمع عليها . أمروا بأن يأتوا صفاً لأنه أهيب في صدور الرائين . وروي أنهم كانوا سبعين ألفاً مع كل واحد منهم حبل وعصا وقد أقبلوا إقبالة واحدة . وعن أبي عبيدة أنه فسر الصف بالمصلى ، لأن الناس يجتمعون فيه لعيدهم وصلاتهم مصطفين . ووجه صحته أن يقع علماً لمصلى بعينه ، فأمروا بأن يأتوه أو يراد . ائتوا مصلى من المصليات { وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } اعتراض . يعني وقد فاز من غلب .