Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 65-66)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَن } مع ما بعده إما منصوب بفعل مضمر . أو مرفوع بأنه خبر مبتدإ محذوف . معناه اختر أحد الأمرين أو الأمر إلقاؤك أو إلقاؤنا . وهذا التخيير منهم استعمال أدب حسن معه ، وتواضع له وخفض جناح ، وتنبيه على إعطائهم النصفة من أنفسهم ، وكأن الله عزّ وعلا ألهمهم ذلك ، وعلم موسى صلوات الله عليه اختيار إلقائهم أولاً ، مع ما فيه من مقابلة أدب بأدب ، حتى يبرزوا ما معهم من مكايد السحر . ويستنفدوا أقصى طوقهم ، ومجهودهم ، فإذا فعلوا أظهر الله سلطانه وقذف بالحق على الباطل فدمغه ، وسلط المعجزة على السحر فمحقته ، وكانت آية نيرة للناظرين ، وعبرة بينة للمعتبرين . يقال في { إِذَا } هذه إذا المفاجأة والتحقيق فيها أنها إذا الكائنة بمعنى الوقت ، الطالبة ناصباً لها وجملة تضاف إليها ، خصت في بعض المواضع بأن يكون ناصبها فعلاً مخصوصاً وهو فعل المفاجأة والجملة ابتدائية لا غير ، فتقدير قوله تعالى { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ } ففاجأ موسى وقت تخييل سعي حبالهم وعصيهم . وهذا تمثيل . والمعنى على مفاجأته حبالهم وعصيهم مخيلة إليه السعي . وقرىء « عُصيهم » بالضم وهو الأصل بالكسر إتباع ونحوه دُليّ ودِليّ ، وقُسِيّ وقِسِيّ وقرىء « تخيل » على إسناده إلى ضمير الحبال والعصي وإبدال قوله { أَنَّهَا تَسْعَىٰ } من الضمير بدل الاشتمال ، كقولك أعجبني زيد كرمه ، وتخيل على كون الحبال والعصي مخيلة سعيها . وتخيل . بمعنى تتخيل . وطريقه طريق تخيل . ونخيل على أنّ الله تعالى هو المخيل للمحنة والابتلاء . يروى أنهم لطخوها بالزئبق ، فلما ضربت عليها الشمس اضطربت واهتزت . فخيلت ذلك .