Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 67-69)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إيجاس الخوف إضمار شيء منه ، وكذلك توجس الصوت تسمع نبأة يسيرة منه ، وكان ذلك لطبع الجبلة البشرية ، وأنه لا يكاد يمكن الخلوّ من مثله . وقيل خاف أن يخالج الناس شك فلا يتبعوه { إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } فيه تقرير لغلبته وقهره ، وتوكيد بالاستئناف وبكلمة التشديد وبتكرير الضمير وبلام التعريف وبلفظ العلوّ وهو الغلبة الظاهرة وبالتفضيل . وقوله { مَا فِى يَمِينِكَ } ولم يقل عصاك جائز أن يكون تصغيراً لها ، أي لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم ، وألق العويد الفرد الصغير الجرم الذي في يمينك ، فإنه بقدرة الله يتلقفها على وحدته وكثرتها ، وصغره وعظمها ، وجائز أن يكون تعظيماً لها أي لا تحتفل بهذه الأجرام الكبيرة الكثيرة ، فإن في يمينك شيئاًأعظم منها كلها ، وهذه على كثرتها أقل شيء وأنزره عنده ، فألقه يتلقفها بإذن الله ويمحقها . وقرىء { تَلْقَفْ } بالرفع على الاستئناف أو على الحال ، أي ألقها متلقفة وقرىء « تلقف » بالتخفيف . { صَنَعُواْ } ههنا بمعنى زوّروا وافتعلوا كقوله تعالى { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } الأعراف 117 قرىء { كَيْدُ سَاحِرٍ } بالرفع والنصب . فمن رفع فعلى أنّ ما موصولة . ومن نصب فعلى أنها كافة . وقرىء « كيد سحر » بمعنى ذي سحر ، أو ذوي سحر . أو هم لتوغلهم في سحرهم كأنهم السحر بعينه وبذاته . أو بين الكيد ، لأنه يكون سحراً وغير سحر ، كما تبين المائة بدرهم . ونحوه علم فقه ، وعلم نحو . فإن قلت لم وحد ساحر ولم يجمع ؟ قلت لأنّ القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية ، لا إلى معنى العدد ، فلو جمع ، لخيل أنّ المقصود هو العدد . ألا ترى إلى قوله { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـاحِرُ } أي هذا الجنس . فإن قلت فلم نكر أولاً وعرف ثانياً ؟ قلت إنما نكر من أجل تنكير المضاف ، لا من أجل تنكيره في نفسه كقول العَجَّاج @ في سَعْي دُنْيَا طَالَمَا قَدْ مَدَّتْ @@ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة المراد تنكير الأمر ، كأنه قيل إن ما صنعوا كيد سحري . وفي سعي دنيوي . وأمر دنيوي وأخروي { حَيْثُ أَتَىٰ } كقولهم حيث سير ، وأية سلك ، وأينما كان .