Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 109-111)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
آذن منقول من أذن إذا علم ، ولكنه كثر استعماله في الجري مجرى الإنذار . ومنه قوله تعالى { فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } البقرة 279 وقول ابن حلزة @ آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أَسْمَاءُ @@ والمعنى أني بعد توليكم وإعراضكم عن قبول ما عرض عليكم من وجوب توحيد الله وتنزيهه عن الأنداد والشركاء ، كرجل بينه وبين أعدائه هدنة فأحس منهم بغدرة فنبذ إليهم العهد ، وشهر النبذ وأشاعه وآذنهم جميعاً بذلك { عَلَىٰ سَوَاء } أي مستوين في الإعلام به ، لم يطوه عن أحد منهم وكاشف كلهم ، وقشر العصا عن لحائها و { مَّا تُوعَدُونَ } من غلبة المسلمين عليكم كائن لا محالة ، ولا بد من أن يلحقكم بذلك الذلة والصغار ، وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك لأن الله لم يعلمني علمه ولم يطلعني عليه ، والله عالم لا يخفى عليه ما تجاهرون به من كلام الطعانين في الإسلام ، و { مَا تَكْتُمُونَ } في صدوركم من الإحن والأحقاد للمسلمين ، وهو يجازيكم عليه . وما أدري لعلّ تأخير هذا الموعد امتحان لكم لينظر كيف تعلمون . أو تمتيع لكم { إِلَىٰ حِينٍ } ليكون ذلك حجة عليكم وليقع الموعد في وقت هو فيه حكمة .