Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه اللام لا تخلو من أن تكون صلة لاقترب ، أو تأكيداً لإضافة الحساب إليهم ، كقولهم « أزف للحيّ رحيلهم » الأصل أزف رحيل الحيّ ثم أزف للحيّ الرحيل ، ثم أزف للحيّ رحيلهم . ونحوه ما أورده سيبويه في « باب ما يثني فيه المستقرّ توكيداً » عليك زيد حريص عليك . وفيك زيد راغب فيك . ومنه قولهم لا أبالك لأنّ اللام مؤكدة لمعنى الإضافة ، وهذا الوجه أغرب من الأوّل . والمراد اقتراب الساعة ، وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك . ونحوه { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } الأنبياء 97 فإن قلت كيف وصف بالاقتراب وقد عدّت دون هذا القول أكثر من خمسمائة عام ؟ قلت هو مقترب عند الله والدليل عليه قوله عزّ وجلّ { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ } الحج 47 ولأنّ كلّ آت - وإن طالت أوقات استقباله وترقبه - قريب ، إنما البعيد هو الذي وجد وانقرض ، ولأنّ ما بقي في الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها ، بدليل انبعاث خاتم النبيين الموعود مبعثه في آخر الزمان . وقال عليه الصلاة والسلام حذاء ، ولم تبق إلا صبابة كصبابة الإناء . وإذا كانت بقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه ، كانت خليقة بأن توصف بالقلة وقصر الذرع . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ المراد بالناس المشركون . وهذا من إطلاق اسم الجنس على بعضه للدليل القائم . وهو ما يتلوه من صفات المشركين . وصفهم بالغفلة مع الإعراض ، على معنى أنهم غافلون عن حسابهم ساهون ، لا يتفكرون في عاقبتهم ، ولا يتفطنون لما ترجع إليه خاتمة أمرهم ، مع اقتضاء عقولهم أنه لا بدّ من جزاء للمحسن والمسيء . وإذا قرعت لهم العصا ونبهوا عن سنة الغفلة وفطنوا لذلك بما يتلى عليهم من الآيات والنذر . أعرضوا وسدوا أسماعهم ونفروا .