Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 26-29)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله . نزه ذاته عن ذلك ، ثم أخبر عنهم بأنهم عباد والعبودية تنافي الولادة ، إلا أنهم { مُّكْرَمُونَ } مقرّبون عندي مفضلون على سائر العباد ، لما هم عليه من أحوال وصفات ليست لغيرهم ، فذلك هو الذي غرّ منهم من زعم أنهم أولادي ، تعاليت عن ذلك علواً كبيراً . وقريء « مكرّمون » و { لاَ يَسْبِقُونَهُ } بالضم ، من سابقته فسبقته أسبقه . والمعنى أنهم يتبعون قوله ولا يقولون شيئاً حتى يقوله ، فلا يسبق قولهم قوله . والمراد بقولهم ، فأنيب اللام مناب الإضافة ، أي لا يتقدّمون قوله بقولهم ، كما تقول سبقت بفرسي فرسه ، وكما أنّ قولهم تابع لقوله ، فعملهم أيضاً كذلك مبني على أمره لا يعملون عملاً ما لم يؤمروا به . وجميع ما يأتون ويذرون مما قدّموا وأخروا بعين الله ، وهو مجازيهم عليه ، فلإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ، ويراعون أحوالهم ، ويعمرون أوقاتهم . ومن تحفظهم أنهم لا يجسرون أن يشفعوا إلا لمن ارتضاه الله وأهله للشفاعة في ازدياد الثواب والتعظيم ، ثم أنهم مع هذا كله من خشية الله { مُشْفِقُونَ } أي متوقعون من أمارة ضعيفة ، كائنون على حذر ورقبة لا يأمنون مكر الله . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 695 أنه رأى جبريل عليه السلام ليلة المعراج ساقطاً كالحلس من خشية الله . وبعد أن وصف كرامتهم عليه ، وقرب منزلتهم عنده ، وأثنى عليهم ، وأضاف إليهم تلك الأفعال السنية والأعمال المرضية . فاجأ بالوعيد الشديد ، وأنذر بعذاب جهنم من أشرك منهم إن كان ذلك على سبيل الفرض والتمثيل ، مع إحاطة علمه بأنه لا يكون ، كما قال { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام 88 قصد بذلك تفظيع أمر الشرك وتعظيم شأن التوحيد .