Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 30-30)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء { أَلَمْ يَرَوْاْ } بغير واو . و { رَتْقاً } بفتح التاء ، وكلاهما في معنى المفعول ، كالخلق والنقض ، أي كانتا مرتوقتين . فإن قلت الرتق صالح أن يقع موقع مرتوقتين لأنه مصدر ، فما بال الرتق ؟ قلت هو على تقرير موصوف ، أي كانتا شيئاً رتقاً ومعنى ذلك أن السماء كانت لاصقة بالأرض لا فضاء بينهما . أو كانت السموات متلاصقات ، وكذلك الأرضون لا فرج بينها ففتقها الله وفرّج بينها . وقيل ففتقناها بالمطر والنبات بعد ما كانت مصمتة ، وإنما قيل كانتا دون كنّ ، لأنّ المراد جماعة السموات وجماعة الأرض ، ونحوه قولهم لقاحان سوداوان ، أي جماعتان ، فعل في المضمر نحو ما فعل في المظهر . فإن قلت متى رأوهما رتقا حتى جاء تقريرهم بذلك ؟ قلت فيه وجهان ، أحدهما أنه وارد في القرآن الذي هو معجزة في نفسه ، فقام مقام المرئيِّ المشاهد . والثاني أن تلاصق الأرض والسماء وتباينهما كلاهما جائز في العقل ، فلا بدّ للتباين دون التلاصق من مخصص وهو القديم سبحانه { وَجَعَلْنَا } لا يخلو أن يتعدى إلى واحد أو اثنين ، فإن تعدّى إلى واحد ، فالمعنى خلقنا من الماء كل حيوان ، كقوله { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مّن مَّاء } النور 45 أو كأنما خلقناه من الماء لفرط احتياجه إليه وحبه له وقلة صبره عنه ، كقوله تعالى { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } الأنبياء 37 وإن تعدى إلى اثنين فالمعنى صيرنا كل شيء حيّ بسبب من الماء لا بدّ له منه . و « من » هذا نحو « من » في قوله عليه السلام 696 " مَا أنَا مِنْ ددٍ ولا الددُ مِنْي " وقرىء « حيا » وهو المفعول الثاني . والظرف لغو .