Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 31-32)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي كراهة { أَن تَمِيدَ بِهِمْ } وتضطرب . أو لئلا تميد بهم ، فحذف « لا » واللام . وإنما جاز حذف « لا » لعدم الالتباس ، كما تزاد لذلك في نحو قوله { لّئَلاَّ يَعْلَمَ } الحديد 29 وهذا مذهب الكوفيين . فجاجاً الفج الطريق الواسع . فإن قلت في الفجاج معنى الوصف ، فما لها قدمت على السبل ولم تؤخر كما في قوله تعالى { لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } نوح 20 قلت لم تقدّم وهي صفة ، ولكن جعلت حالاً كقوله @ لِعَزَّةَ مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيم @@ فإن قلت ما الفرق بينهما من جهة المعنى ؟ قلت أحدهما الإعلام بأنه جعل فيها طرقاً واسعة . والثاني بأنه حين خلقها خلقها على تلك الصفة ، فهو بيان لما أبهم ثمة ، محفوظاً حفظه بالإمساك بقدرته من أن يقع على الأرض ويتزلزل ، أو بالشهب عن تسمع الشياطين على سكانه من الملائكة { عَنْ ءايَـٰتِهَا } أي عما وضع الله فيها من الأدلة والعبر بالشمس والقمر وسائر النيرات ، ومسايرها وطلوعها وغروبها على الحساب القويم والترتيب العجيب ، الدال على الحكمة البالغة والقدرة الباهرة ، وأيّ جهل أعظم من جهل من أعرض عنها ولم يذهب به وهمه إلى تدبرها والاعتبار بها ، والاستدلال على عظمة شأن من أوجدها عن عدم ، ودبرها ونصبها هذه النصبة ، وأودعها ما أودعها مما لا يعرف كنهه إلا هو عزت قدرته ولطف علمه . وقرىء « عن آيتها » على التوحيد ، اكتفاء بالواحدة في الدلالة على الجنس أي هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع الدنيوية ، كالاستضاءة بقمريها ، والاهتداء بكواكبها ، وحياة الأرض والحيوان بأمطارها ، وهم عن كونها آية بينة على الخالق { مُّعْرِضُونَ } .