Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 37-38)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كانوا يستعجلون عذاب الله ونزول آياته الملجئة إلى العلم والإقرار { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } فأراد نهيهم عن الاستعجال وزجرهم ، فقدم أولاً ذم الإنسان على إفراط العجلة ، وأنه مطبوع عليها ، ثم نهاهم وزجرهم ، كأنه قال ليس ببدع منكم أن تستعجلوا فإنكم مجبولون على ذلك وهو طبعكم وسجيتكم . وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه أراد بالإنسان آدم عليه السلام ، وأنه حين بلغ الروح صدره ولم يتبالغ فيه أراد أن يقوم . وروي أنه لما دخل الروح في عينه نظر إلى ثمار الجنة ، ولما دخل جوفه اشتهى الطعام . وقيل خلقه الله تعالى في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس ، فأسرع في خلقه قبل مغيبها . وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه النضر بن الحٰرث . والظاهر أن المراد الجنس . وقيل « العجل » الطين ، بلغة حِمْيَر . وقال شاعرهم @ وَالنَّخْلُ يَنْبُتُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالْعَجَلِ @@ والله أعلم بصحته . فإن قلت لم نهاهم عن الاستعجال مع قوله { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } وقوله { وَكَانَ ٱلإِنْسَـٰنُ عَجُولاً } الإسراء 11 أليس هذا من تكليف ما لا يطاق ؟ قلت هذا كما ركب في الشهوة وأمره أن يغلبها . لأنه أعطاه القدرة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة . وقرىء « خلق الإنسان » .