Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-18)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سميت مطاوعتها له فيما يحدث فيها من أفعاله ويجريها عليه من تدبيره وتسخيره لها سجوداً له ، تشبيهاً لمطاوعتها بإدخال أفعال المكلف في باب الطاعة والانقياد ، وهو السجود الذي كل خضوع دونه ، فإن قلت فما تصنع بقوله { وَكَثِيرٌ مّنَ ٱلنَّاسِ } وبما فيه من الاعتراضين ، أحدهما أنّ السجود على المعنى الذي فسرته به ، لا يسجده بعض الناس دون بعض . والثاني أنّ السجود قد أسند على سبيل العموم إلى من في الأرض من الإنس والجن أولاً ، فإسناده إلى كثير منهم آخراً مناقضة ؟ قلت لا أنظم كثيراً في المفردات المتناسقة الداخلة تحت حكم الفعل ، وإنما أرفعه بفعل مضمر يدل عليه قوله { يَسْجُدُ } أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة وعبادة . ولم أقل أفسر يسجد الذي هو ظاهر بمعنى الطاعة والعبادة في حق هؤلاء لأنّ اللفظ الواحد لا يصحّ استعماله في حالة واحدة على معنيين مختلفين ، أو أرفعه على الابتداء والخبر محذوف وهو مثاب ، لأنّ خبر مقابله يدل عليه ، وهو قوله { حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } ويجوز أن يجعل من الناس خبراً له ، أي من الناس الذين هم الناس على الحقيقة وهم الصالحون والمتقون . ويجوز أن يبالغ في تكثير المحقوقين بالعذاب ، فيعطف كثير على كثير ، ثم يخبر عنهم بحقّ عليهم العذاب ، كأنه قيل وكثير وكثير من الناس حق عليهم العذاب ، وقرىء « حق » بالضم . وقرىء « حقاً » أي حقّ عليهم العذاب حقاً . ومن أهانه الله - بأن كتب عليه الشقاوة لما سبق في علمه من كفره أو فسقه - فقد بقي مهانا لن تجد له مكرماً . وقرىء « مكرم » بفتح الراء بمعنى الإكرام . إنه { يَفْعَلُ مَا يَشَاء } من الإكرام والإهانة ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين .