Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-22)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الخصم صفة وصف بها الفوج أو الفريق ، فكأنه قيل هذان فوجان أو فريقان مختصمان وقوله { هَـٰذَانِ } للفظ . و { ٱخْتَصَمُواْ } للمعنى ، كقوله { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ } محمد 16 ولو قيل هؤلاء خصمان . أو اختصما جاز يراد المؤمنون والكافرون . قال ابن عباس رجع إلى أهل الأديان الستة { فِى رَبّهِمْ } أي في دينه وصفاته . وروي أن أهل الكتاب قالوا للمؤمنين نحن أحق بالله ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم . وقال المؤمنون نحن أحق بالله ، آمنا بمحمد ، وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً ، فهذه خصومتهم في ربهم { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } هو فصل الخصومة المعنيّ بقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ } الحج 17 وفي رواية عن الكسائي « خصمان » بالكسر ، وقرىء « قطعت » بالتخفيف ، كأنّ الله تعالى يقدّر لهم نيراناً على مقادير جثثهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة . ويجوز أن تظاهر على كل واحد منهم تلك النيران كالثياب المظاهرة على اللابس بعضها فوق بعض . ونحوه { سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ } إبراهيم 50 . { ٱلْحَمِيمُ } الماء الحار عن ابن عباس رضي الله عنه لو سقطت منه نقطة على جبال الدنيا لأذابتها { يُصْهَرُ } يذاب وعن الحسن بتشديد الهاء للمبالغة ، أي إذا صبّ الحميم على رؤوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر ، فيذيب أحشاءهم وأمعاءهم كما يذيب جلودهم ، وهو أبلغ من قوله { وَسُقُواْ مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } محمد 15 والمقامع السياط . في الحديث 705 " لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها " ، وقرأ الأعمش « ردوا فيها » والإعادة والرد لا يكون إلا بعد الخروج . فالمعنى كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم فخرجوا أعيدوا فيها . ومعنى الخروج ما يروى عن الحسن أنّ النار تضربهم بلهبها فترفعهم ، حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً وقيل لهم { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } والحريق الغليظ من النار المنتشر العظيم الإهلاك .