Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 32-33)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تعظيم الشعائر - وهي الهدايا ، لأنها من معالم الحجّ - أن يختارها عظام الأجرام حساناً سماتاً غالية الأثمان ، ويترك المكاس في شرائها ، فقدكانوا يغالون في ثلاث - ويكرهون المكاس فيهنّ - الهدي ، والأضحية ، والرقبة . وروى ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما 708 أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلثمائة دينار ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعها ويشتري بثمنها بدناً ، فنهاهُ عنْ ذَلك وقالَ " بلْ أَهدِها " 709 وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة ، فيها جمل لأبي جهل في أنفه برّة من ذهب . وكان ابن عمر يسوق البدن مجللة بالقباطي فيتصدّق بلحومها وبجلالها ، ويعتقد أن طاعة الله في التقرّب بها وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بدّ أن يقام به ويسارع فيه { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب ، فحدفت هذه المضافات ، ولا يستقيم المعنى إلاّ بتقديرها ، لأنه لا بد من راجع من الجزاء إلى { مِن } ليرتبط به ، وإنما ذكرت القلوب لأنها مراكز التقوى التي إذا ثبتت فيها وتمكنت ظهر أثرها في سائر الأعضاء . { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى أن تنحر ويتصدّق بلحومها ويؤكل منها . و { ثُمَّ } للتراخي في الوقت . فاستعيرت للتراخي في الأحوال . والمعنى أن لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم ، وإنما يعتدّ الله بالمنافع الدينية ، قال سبحانه { تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } الأنفال 67 وأعظم هذه المنافع وأبعدها شوطاً في النفع { محلها إلى البيت } أي وجوب نحرها . أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت ، كقوله { هَدْياً بَـٰلِغَ ٱلْكَعْبَةِ } المائدة 95 والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت لأن الحرم هو حريم البيت . ومثل هذا في الاتساع قولك بلغنا البلد ، وإنما شارفتموه واتصل مسيركم بحدوده . وقيل المراد بالشعائر المناسك كلها ، و { مَحِلُّهَا إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } يأباه .