Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 36-36)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والبدن } جمع بدنة ، سميت لعظم بدنها وهي الإبل خاصة ، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألحقَ البقرَ بالإبلِ حين قال 710 " البدنةُ عن سبعةٍ ، والبقرةُ عنْ سبعةٍ " فجعل البقر في حكم الإبل ، صارت البدنة في الشريعة متناولة للجنسين عند أبي حنيفة وأصحابه ، وإلا فالبدن هي الإبل وعليه تدل الآية ، وقرأ الحسن « والبدن » ، بضمتين ، كثمر في جمع ثمرة . وابن أبي إسحاق بالضمتين وتشديد النون على لفظ الوقف . وقرىء بالنصب والرفع كقوله { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَـٰهُ } يس 39 . { مِن شَعَائِرِ ٱللَّهِ } أي من أعلام الشريعة التي شرعها الله . وإضافتها إلى اسمه تعظيم لها { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } كقوله { لَكُمْ فِيهَا مَنَـٰفِعُ } ومن شأن الحاج أن يحرص على شيء فيه خير ومنافع بشهادة الله تعالى . عن بعض السلف أنه لم يملك إلاّ تسعة دنانير ، فاشترى بها بدنة ، فقيل له في ذلك ، فقالإني سمعت ربي يقول { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } وعن ابن عباس دنيا وآخرة . وعن إبراهيم من احتاج إلى ظهرها ركب ، ومن احتاج إلى لبنها شرب . وذكر اسم الله أن يقول عند النحر الله أكبر لا إلٰه إلاّ الله والله أكبر ، اللَّهم منك وإليك { صَوَافَّ } قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهنّ . وقرىء « صوافن » من صفون الفرس ، وهو أن يقوم على ثلاث وينصب الرابعة على طرف سنبكه لأن البدنة تعقل إحدى يديها فتقوم على ثلاث . وقرىء « صوافي » أي خوالص لوجه الله . وعن عمرو بن عبيد صوافنا ، بالتنوين عوضاً من حرف الإطلاق عند الوقف . وعن بعضهم صواف نحو مثل العرب . أعط القوس باريها ، بسكون الياء . فإذا وجبت جنوبها وجوب الجنوب وقوعها على الأرض ، ومن وجب الحائط وجبة إذا سقط . ووجبت الشمس جبة غربت . والمعنى فإذا وجبت جنوبها وسكنت نسائسها حلّ لكم الأكل منها والإطعام { ٱلْقَـٰنِعَ } السائل ، من قنعت إليه وكنعت إذا خضعت له وسألته قنوعاً { وَٱلْمُعْتَرَّ } المعترض بغير سؤال ، أو القانع الراضي بما عنده وبما يعطى من غير سؤال ، من قنعت قنعاً وقناعة . والمعتر المعترض بسؤال . وقرأ الحسن والمعتري . وعرّه وعراه واعتراه واعتره بمعنى . وقرأ أبو رجاء القنع ، وهو الراضي لا غير . يقال قنع فهو قنع وقانع . كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون من الله على عبادة واستحمد إليهم بأن سخر لهم البدن مثل التسخير الذي رأوا وعلموا ، ويأخذونها منقادة للأخذ طيعة فيعقلونها ويحبسونها صافة قوائمها ، ثم يطعنون في لبانها . ولولا تسخير الله لم تطق ، ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش التي هي أصغر منها جرماً وأقلّ قوّة ، وكفى بما يتأبد من الإبل شاهداً وعبرة .