Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 3-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل نزلت في النضر بن الحٰرث ، وكان جدلاً يقول الملائكة بنات الله ، والقرآن أساطير الأولين ، والله غير قادر على إحياء من بلي وصار تراباً . وهي عامة في كل من تعاطى الجدال فيما يجوز على الله وما لا يجوز من الصفات والأفعال ، ولا يرجع إلى علم ولا يعضّ فيه بضرس قاطع ، وليس فيه اتباع للبرهان ولا نزول على النصفة ، فهو يخبط خبط عشواء ، غير فارق بين الحق والباطل { وَيَتَّبِعُ } في ذلك خطوات { كُلّ شَيْطَـٰنٍ } عات ، علم من حاله وظهر وتبين أنه من جعله ولياً له لم تثمر له ولايته إلا الإضلال عن طريق الجنة والهداية إلى النار . وما أرى رؤساء أهل الأهواء والبدع والحشوية المتلقبين بالإمامة في دين الله إلا داخلين تحت كل هذا دخولاً أوّلياً ، بل هم أشدّ الشياطين إضلالاً وأقطعهم لطريق الحق ، حيث دوّنوا الضلال تدوينا ولقنوه أشياعهم تلقينا ، وكأنهم ساطوه بلحومهم ودمائهم ، وإياهم عنى من قال @ وَيَا رُبَّ مَقْفُوِّ الْخُطَا بَيْنَ قَوْمِهِ طَرِيقُ نَجَاةٍ عِنْدَهُمْ مُسْتَوٍ نَهْجُ وَلَوْ قَرَؤا في اللَّوْحِ مَا خُطَّ فِيهِ مِنْ بَيَانِ اعْوِجَاجٍ في طَرِيقَتِهِ عَجُّوا @@ اللهم ثبتنا على المعتقد الصحيح الذي رضيته لملائكتك في سمواتك ، وأنبيائك في أرضك ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . والكتبة عليه مثل ، أي كأنما كتب إضلال من يتولاه عليه ورقم به لظهور ذلك في حاله . وقرىء « أنه » فأنه بالفتح والكسر فمن فتح فلأن الأول فاعل كتب ، والثاني عطف عليه . ومن كسر فعلى حكاية المكتوب كما هو ، كأنما كتب عليه هذا الكلام ، كما تقول كتبت إنّ الله هو الغني الحميد . أو على تقدير قيل أو على أن كتب فيه معنى القول .