Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 78-78)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَـٰهِدُواْ } أمر بالغزو وبمجاهدة النفس والهوى وهو الجهاد الأكبر . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رجع من بعض غزواته فقال 715 " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " { فِى ٱللَّهِ } أي في ذات الله ومن أجله . يقال هو حق عالم ، وجدّ عالم ، أي عالم حقاً وجداً . ومنه { حَقَّ جِهَـٰدِهِ } . فإن قلت ما وجه هذه الإضافة ، وكان القياس حق الجهاد فيه ، أو حق جهادكم فيه ، كما قال { وَجَـٰهِدُوا فِى ٱللَّهِ } ؟ قلت الإضافة تكون بأدنى ملابسة واختصاص ، فلما كان الجهاد مختصاً بالله من حيث أنه مفعول لوجهه ومن أجله ، صحت إضافته إليه . ويجوز أن يتسع في الظرف كقوله @ وَيَوْماً شَهِدْنَاهُ سُلَيْماً وَعَامِراً @@ { ٱجْتَبَـٰكُمْ } اختاركم لدينه ولنصرته { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍ } فتح باب التوبة للمجرمين ، وفسح بأَنواع الرخص والكفارات والديات والأروش . ونحوه قوله تعالى { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } البقرة 185 وأمّة محمد صلى الله عليه وسلم هي الأمة المرحومة الموسومة بذلك في الكتب المتقدّمة . نصب الملة بمضمون ما تقدّمها ، كأنه قيل وسع دينكم توسعة ملة أبيكم ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه . أو على الاختصاص ، أي أعني بالدين ملة أبيكم كقولك الحمد الله الحميد . فإن قلت لم يكن { إِبْرَٰهِيمَ } أباً للأمّة كلها . قلت هو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان أباً لأمته ، لأنّ أمة الرسول في حكم أولاده { هُوَ } يرجع إلى الله تعالى . وقيل إلى إبراهيم . ويشهد للقول الأوّل قراءة أبيّ بن كعب « الله سماكم » { مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا } أي من قبل القرآن في سائر الكتب وفي القرآن ، أي فضلكم على الأمم وسماكم بهذا الاسم الأكرم { لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ } أنه قد بلغكم { وَتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ } بأنّ الرسل قد بلغتهم وإذ خصّكم بهذه الكرامة والأثرة . فاعبدوه وثقوا به ولا تطلبوا النصرة والولاية إلا منه ، فهو خير مولى وناصر . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 716 " من قرأ سورة الحجّ أعطي من الأجر كحجّة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حجّ واعتمر فيما مضى وفيما بقي " .