Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 115-118)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ عَبَثاً } حال ، أي عابثين ، كقوله { لاَعِبِينَ } أو مفعول له ، أي ما خلقناكم للعبث ، ولم يدعنا إلى خلقكم إلاّ حكمة اقتضت ذلك ، وهي أن نتعبكم ونكلفكم المشاقّ من الطاعات وترك المعاصي ، ثم نرجعكم من دار التكليف إلى دار الجزاء ، فنثيب المحسن ونعاقب المسيء { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } معطوف على { أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ } ويجوز أن يكون معطوفاً على { عَبَثاً } أي للعبث ، ولترككم غير مرجوعين . وقرىء « ترجعون » بفتح التاء { ٱلْحَقُّ } الذي يحق له الملك لأنّ كل شيء منه وإليه . أو الثابت الذي لا يزول ولا يزول ملكه . وصف العرش بالكرم لأنّ الرحمة تنزل منه والخير والبركة . أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين ، كما يقال بيت كريم ، إذا كان ساكنوه كراماً . وقرىء الكريم ، بالرفع . ونحوه { ذُو ٱلْعَرْشِ ٱلْمَجِيدُ } البروج 15 . { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } كقوله { مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً } آل عمران 115 وهي صفة لازمة ، نحو قوله { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } الأنعام 38 جيء بها للتوكيد لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان . ويجوز أن يكون اعتراضاً بين الشرط والجزاء كقولك من أحسن إلى زيد لا أحق بالإحسان منه ، فالله مثيبه . وقرىء أنه لا يفلح بفتح الهمزة . ومعناه حسابه عدم الفلاح ، والأصل حسابه أنه لا يفلح هو ، فوضع الكافرون موضع الضمير لأنّ { مِنْ يَدُعُّ } في معنى الجمع ، وكذلك حِسَابُهُ … إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ في معنى « حسابهم أنهم لا يفلحون » . جعل فاتحة السورة { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وأورد في خاتمتها { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 727 " مَنْ قَرَأَ سورةَ المؤمنونَ بشّرتْهُ الملائكةُ بالروحِ والريحانِ وما تقرُّ به عينُه عند نزولِ ملكِ الموتِ " وروي 728 أنّ أوّل سورة قد أفلح وآخرها من كنوز العرش ، من عمل بثلاث آيات من أوّلها ، واتعظ بأربع آيات من آخرها فقد نجا وأفلح . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 729 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دويّ كدويّ النحل ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل القبلة ورفع يده وقال " اللَّهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا وأرضنا " ثم قال " لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنة " ، ثم قرأ { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } حتى ختم العشر .