Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 23-25)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ غَيْرُهُ } بالرفع على المحل ، وبالجرّ على اللفظ ، والجملة استئناف تجري مجرى التعليل للأمر بالعبادة { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أفلا تخافون أن ترفضوا عبادة الله الذي هو ربكم وخالقكم ورازقكم ، وشكر نعمته التي لا تحصونها واجب عليكم ، ثم تذهبوا فتعبدوا غيره مما ليس من استحقاق العبادة في شيء { أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أن يطلب الفضل عليكم ويرأسكم ، كقوله تعالى { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاء فِى ٱلأَرْضِ } يونس 78 . { بِهَـٰذَا } إشارة إلى نوح عليه السلام ، أو إلى ما كلمهم به من الحثّ على عبادة الله ، أي ما سمعنا بمثل هذا الكلام ، أو بمثل هذا الذي يدعي وهو بشر أنه رسول الله ، وما أعجب شأن الضلال لم يرضوا للنبوة ببشر وقد رضوا للإلٰهية بحجر وقولهم { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } يدلّ على أنهم وآباؤهم كانوا في فترة متطاولة . أو تكذبوا في ذلك لأنهماكهم في الغي ، وتشمرهم لأن يدفعوا الحق بما أمكنهم وبما عنّ لهم ، من غير تمييز منهم بين صدق وكذب . ألا تراهم كيف جننوه وقد علموا أنه أرجح الناس عقلاً وأوزنهم قولاً . والجِنة الجنون أو الجنّ ، أي به جنّ يخبلونه { حَتَّىٰ حِينٍ } أي احتملوه واصبروا عليه إلى زمان ، حتى ينجلي أمره عن عاقبة ، فإن أفاق من جنونه وإلا قتلتموه .