Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-95)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ما والنون مؤكدتان ، أي إن كان لا بدّ من أن تريني ما تعدهم من العذاب في الدنيا أو في الآخرة { فَلاَ تَجْعَلْنِى } قريناً لهم ولا تعذبني بعذابهم . عن الحسن أخبره الله أن له في أمته نقمة ولم يخبره أفي حياته أم بعد موته ، فأمره أن يدعو بهذا الدعاء . فإن قلت كيف يجوز أن يجعل الله نبيه المعصوم مع الظالمين ، حتى يطلب أن لا يجعله معهم ؟ قلت يجوز أن يسأل العبد ربه ما علم أنه يفعله ، وأن يستعيذ به مما علم أنه لا يفعله ، إظهاراً للعبودية وتواضعاً لربه ، وإخباتاً له . واستغفاره صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه سبعين مرة أو مائة مرة لذلك ، وما أحسن قول الحسن في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنهما « وليتكم ولست بخيركم » كان يعلم أنه خيرهم ، ولكن المؤمن يهضم نفسه . وقرىء « إما ترئنهم » بالهمز مكان تريني كما قرىء « فإما ترئن » ، و « لترؤن الجحيم » وهي ضعيفة . وقوله { رَّبِّ } مرتين قبل الشرط وقبل الجزاء حثّ على فضل تضرع وجؤار . وكانوا ينكرون الموعد بالعذاب ويضحكون منه واستعجالهم له لذلك ، فقيل لهم إن الله قادر على إنجاز ما وعد إن تأملتم ، فما وجه هذا الإنكار ؟ .