Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 99-100)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَتَّىٰ } يتعلق بيصفون ، أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقف . والآية فاصلة بينهما على وجه الاعتراض والتأكيد للإغضاء عنهم ، مستعيناً بالله على الشيطان أن يستزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم . أو على قوله وإنهم لكاذبون . قال رب ارحبون خطاب الله بلفظ الجمع للتعظيم ، كقوله @ فَإنْ شِئْتُ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ @@ وقوله @ أَلاَ فَارْحَمُونِي يَا إلهَ مُحَمَّدٍ @@ إذا أيقن بالموت واطلع على حقيقة الأمر ، أدركته الحسرة على ما فرّط فيه من الإيمان والعمل الصالح فيه ، فسأل ربه الرجعة وقال { لَعَلّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً } في الإيمان الذي تركته ، والمعنى لعلي آتي بما تركته من الإيمان ، وأعمل فيه صالحاً ، كما تقول لعلي أبني على أُس ، تريد أُأسس أُساً وأبني عليه . وقيل فيما تركت من المال . وعن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا عاينَ المُؤمنَ الملائكةُ قالُوا نرجعُك إلى الدُّنيا ، فيقولُ إلى دارِ الهمومِ والأحزان ! بل قدوماً إلى اللَّهِ . وأَمّا الكافرُ فيقولُ ربِّ ارجعون " { كَلاَّ } ردعٌ عن طلب الرجعة ، وإنكار واستبعاد . { إِنَّهَا كَلِمَةٌ } والمراد بالكلمة الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض ، وهي قوله { لَعَلِّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } . { هُوَ قَائِلُهَا } لا محالة ، لا يخليها ولا يسكت عنها لاستيلاء الحسرة عليه وتسلط الندم . أو هو قائلها وحده لا يجاب إليها ولا تسمع منه { وَمِن وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ } والضمير للجماعة . أي أمامهم حائل بينهم وبين الرجعة إلى يوم البعث ، وليس المعنى أنهم يرجعون يوم البعث ، وإنما هو إقناط كلي لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلاّ إلى الآخرة .