Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 16-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت كيف جاز الفصل بين لولا وقلتم ؟ قلت للظروف شأن وهو تنزلها من الأشياء منزلة أنفسها لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها ، فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها . فإن قلت فأيّ فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلاً ؟ قلت الفائدة فيه بيان أنه كان الواجب عليهم أن يتفادوا أوّل ما سمعوا بالإفك عن التكلم به ، فلما كان ذكر الوقت أهمّ وجب التقديم . فإن قلت فما معنى يكون ، والكلام بدونه متلئب لو قيل ما لنا أن نتكلم بهذا ؟ قلت معناه معنى ينبغي ويصحّ ، أي ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا ، وما يصحّ لنا . ونحوه ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق . و { سُبْحَـٰنَكَ } للتعحب من عظم الأمر . فإن قلت ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟ قلت الأصل في ذلك أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه ، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه أو لتنزيه الله تعالى من أن تكون حرمة نبيه عليه السلام فاجرة . فإن قلت كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام ، ولم يجز أن تكون فاجرة ؟ قلت لأنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مبعوثون إلى الكفار ليدعوهم ويستعطفوهم ، فيجب أن لا يكون معهم ما ينفرهم عنهم ، ولم يكن الكفر عندهم مما ينفر . وأما الكشخنة فمن أعظم المنفرات .