Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 32-32)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلأَيَـٰمَىٰ } واليتامى أصلهما أيائم ويتائم ، فقلبا ، والأيم للرجل والمرأة ، وقد آم وآمت وتأيماً إذا لم يتزوجا بكرين كانا أو ثيبين . قال @ فَإنْ تَنْكِحِي أَنْكِحْ وَإنْ تَتَأَيَّمِي وَإنْ كُنْتُ أَفتَى مِنْكُمْ أَتَأَيَّمُ @@ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللَّهم إنّا نعوذُ بِكَ مِنَ العيمةِ والغيمةِ والأيمةِ والكزمِ والقرمِ " ، والمراد أنكحوا من تأيم منكم من الأحرار والحرائر ، ومن كان فيه صلاح من غلمانكم وجواريكم . وقرىء « من عبيدكم » وهذا الأمر للندب لما علم من أنّ النكاح أمر مندوب إليه ، وقد يكون للوجوب في حق الأولياء عند طلب المرأة ذلك ، وعند أصحاب الظواهر النكاح واجب . ومما يدلّ على كونه مندوباً إليه قوله صلى الله عليه وسلم 750 " من أحب فطرتي فليستنّ بسنتي وهي النكاح " وعنه عليه الصلاة والسلام 751 " من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا " وعنه عليه الصلاة والسلام 752 " إذا تزوج أحدكم عجّ شيطانه يا ويله ، عصم ابن آدم مني ثلثي دينه " وعنه عليه الصلاة والسلام 753 " يا عياض لا تزوجنّ عجوزاً ولا عاقراً ، فإني مكاثر " والأحاديث فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم والآثار كثيرة . وربما كان واجب الترك إذا أدّى إلى معصية أو مفسدة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 754 " إذا أَتَى عَلَى أُمَّتي مائةَ وثمانون سنةً فقدْ حلّت لهُمْ العزوبةُ والعزلةُ والترهبُ علَى رؤوسِ الجبالِ " وفي الحديث 755 " يأتي على الناسِ زمانُ لا تنالُ فيه المعيشةُ إلاّ بالمعصيةِ ، فإذا كانَ ذلكَ الزمانُ حلّت العزوبة " فإن قلت لم خصّ الصالحين ؟ قلت ليحصن دينهم ويحفظ عليهم صلاحهم ولأنّ الصالحين من الأرقاء هم الذين مواليهم يشفقون عليهم وينزلونهم منزلة الأولاد في الأثرة والمودة ، فكانوا مظنّة للتوصية بشأنهم والاهتمام بهم وتقبل الوصية فيهم . وأما المفسدون منهم فحالهم عند مواليهم على عكس ذلك . أو أريد بالصلاح القيام بحقوق النكاح . إن يكونوا فقراء يُغنيهم الله من فضله ينبغي أن تكون شريطة الله غير منسية في هذا الموعد ونظائره ، وهي مشيئته ، ولا يشاء الحكيم إلاّ ما اقتضته الحكمة وما كان مصلحة ، ونحوه { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } الطلاق 3 . وقد جاءت الشريطة منصوصة في قوله تعالى { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } التوبة 28 ومن لم ينس هذه الشريطة لم ينتصب معترضاً بعزب كان غنياً فأفقره النكاح ، وبفاسق تاب واتقى الله وكان له شيء ففني وأصبح مسكيناً . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 756 " التمسُوا الرزقَ بالنكاحِ " 757 وشكا إليه رجلٌ الحاجة فقالَ " عليكَ بالباءةِ " وعن عمر رضي اللَّهُ عنه عجبت لمن لا يطلب الغنى بالباءة . ولقد كان عندنا رجل رازح الحال ، ثم رأيته بعد سنين وقد انتعشت حاله وحسنت ، فسألته ؟ فقال كنت في أول أمري على ما علمت ، وذلك قبل أن أُرزق ولداً ، فلما رزقت بكر ولدي تراخيت عن الفقر ، فلما ولد لي الثاني زدت خيراً ، فلما تتاموا ثلاثة صبّ الله عليّ الخير صباً ، فأصبحت إلى ما ترى { وَٱللَّهُ وٰسِعٌ } أي غنيّ ذو سعة لا يرزؤه إغناء الخلائق ، ولكنه { عَلِيمٌ } يبسط الرزق ولمن يشاء ويقدر .