Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 45-45)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقرىء « خالق كل دابة » . ولما كان اسم الدابة موقعاً على المميز وغير المميز ، غلب المميز فأعطى ما وراءه حكمه ، كأن الدواب كلهم مميزون ، فمن ثمة قيل فمنهم ، وقيل من يمشي في الماشي على بطن والماشي على أربع قوائم . فإن قلت لم نكر الماء في قوله { مِّن مَّآء } ؟ قلت لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوع من الماء مختصّ بتلك الدابة ، أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة ، ثم خالف بين المخلوقات من النطفة ، فمنها هوام ومنها بهائم ومنها ناس . ونحوه قوله تعالى { يُسْقَىٰ بِمَاء وٰحِدٍ وَنُفَضّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِى ٱلاْكُلِ } الرعد 4 . فإن قلت فما باله معرّفاً في قوله { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ } الأنبياء 30 ؟ قلت قصد ثمة معنى آخر وهو أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو جنس الماء ، وذلك أنه هو الأصل وإن تخللت بينه وبينها وسائط ، قالوا خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء ، والجنّ من نار خلقها منه ، وآدم من تراب خلقه منه . فإن قلت لم جاءت الأجناس الثلاثة على هذا الترتيب ؟ قلت قدم ما هو أعرق في القدرة وهو الماشي بغير آلة مشي من أرجل أو قوائم ، ثم الماشي على رجلين ، ثم الماشي على أربع فإن قلت لم سمي الزحف على البطن مشياً ؟ قلت على سبيل الاستعارة كما قالوا في الأمر المستمرّ قد مشى هذا الأمر ، ويقال فلان لا يتمشى له أمر . ونحوه استعارة الشقة مكان الجحفلة ، والمشفر مكان الشفة . ونحو ذلك . أو على طريق المشاكلة لذكر الزاحف مع الماشين .