Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-63)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إذا احتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اجتماعكم عنده لأمر فدعاكم فلا تفرقوا عنه إلاّ بإذنه ، ولا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضاً ورجوعكم عن المجمع بغير إذن الداعي ، أو لا تجعلوا تسميته ونداءه بينكم كما يسمي بعضكم بعضاً ، ويناديه باسمه الذي سماه به أبواه ، ولا تقولوا يا محمد ، ولكن يا نبي الله ، ويا رسول الله ، مع التوقيرو التعظيم والصوت المخفوض والتواضع . ويحتمل لا تجعلوا دعاء الرسول ربه مثل ما يدعو صغيركم وكبيركم وفقيركم وغنيكم ، يسأله حاجة فربما أجابه وربما ردّه ، فإن دعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة مستجابة { يَتَسَلَّلُونَ } ينسلون قليلاً قليلاً . ونظير « تسلل » « تدرّج وتدخل » واللواذ الملاوذة ، وهو أن يلوذ هذا بذاك وذاك بهذا ، يعني ينسلون عن الجماعة في الخفية على سبيل الملاوذة واستتار بعضهم ببعض . و { لِوَاذاً } حال ، أي ملاوذين ، وقيل كان بعضهم يلوذ بالرجل إذا استأذن فيأذن له ، فينطلق الذي لم يؤذن له معه . وقرىء « لواذاً » بالفتحفَلْيَحْذَرِ ٱلَّذنَ يُخٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ . يقال خالفه إلى الأمر ، إذا ذهب إليه دونه ، ومنه قوله تعالى { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } هود 88 وخالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه . ومعنى { ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } الذين يصدّون عن أمره دون المؤمنين وهم المنافقون ، فحذف المفعول لأنّ الغرض ذكر المخالف والمخالف عنه . الضمير في أمره لله سبحانه أو للرسول صلى الله عليه وسلم . والمعنى عن طاعته ودينه { فِتْنَةً } محنة في الدنيا { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما فتنة قتل . وعن عطاء زلازل وأهوال . وعن جعفر بن محمد يسلط عليهم سلطان جائر .