Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الراجح إلى الموصولين محذوف ، يعني وعدها المتقون وما يشاؤونه . وإنما قيل كانت ، لأن ما وعده الله وحده فهو في تحققه كأنه قد كان . أو كان مكتوباً في اللوح قبل أن برأهم بأزمنة متطاولة أن الجنة جزاؤهم ومصيرهم . فإن قلت ما معنى قوله { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً } ؟ قلت هو كقوله { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } الكهف 31 فمدح الثواب ومكانه ، كما قال { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } الكهف 29 قدّم العقاب ومكانه لأنّ النعيم لا يتمّ للمتنعم إلاّ بطيب المكان وسعته وموافقته للمراد والشهوة ، وأن لا تنغص ، وكذلك العقاب يتضاعف بغثاثة الموضع وضيقه وظلمته وجمعه لأسباب الاجتواء والكراهة ، فلذلك ذكر المصير مع ذكر الجزاء . والضمير في { كَانَ } لما يشاؤون . والوعد الموعود ، أي كان ذلك موعوداً واجباً على ربك إنجازه ، حقيقاً أن يسئل ويطلب ، لأنه جزاء وأجر مستحق . وقيل قد سأله الناس والملائكة في دعواتهم { رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } آل عمران 194 ، { رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلاْخِرَةِ حَسَنَةً } البقرة 201 ، { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ } غافر 8 .