Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 44-44)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أم هذه منقطعة ، معناه بل أتحسب كأن هذه المذمة أشدّ من التي تقدّمتها حتى حقت بالإضراب عنها إليها وهي كونهم مسلوبي الأسماع والعقول ، لأنهم لا يلقون إلى استماع الحق أذناً ولا إلى تدبره عقلاً ، ومشبهين بالأنعام التي هي مثل في الغفلة والضلال ، ثم أرجح ضلالة منها . فإن قلت لم أخر هواه والأصل قولك اتخذ الهوى إلٰهاً ؟ قلت ما هو إلاّ تقديم المفعول الثاني على الأوّل للعناية ، كما تقول علمت منطلقاً زيداً لفضل عنايتك بالمنطلق . فإن قلت ما معنى ذكر الأكثر ؟ قلت كان فيهم من لم يصدّه عن الإسلام إلاّ داء واحد وهو حب الرياسة ، وكفى به داء عضالاً . فإن قلت كيف جُعلوا أضلّ من الإنعام ؟ قلت لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها ، وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها ، وتطلب ما ينفعها وتجتنب ما يضرّها « وتهتدي لمراعيها ومشاربها » . وهؤلاء لا ينقادون لربهم ، ولا يعرفون إحسانه إليهم من إساءة الشيطان الذي هو عدوّهم ، ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع ، ولا يتقون العقاب الذي هو أشدّ المضارّ والمهالك ، ولا يهتدون للحق الذي هو المشرع الهنيّ والعذب الروي .