Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 141-152)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَتُتْرَكُونَ } يجوز أن يكون إنكاراً لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم لا يزالون عنه ، وأن يكون تذكيراً بالنعمة في تخلية الله إياهم وما يتنعمون فيه من الجنات وغير ذلك ، مع الأمن والدّعة { فِى مَا هَاهُنَا } في الذي استقر في هذا المكان من النعيم ، ثم فسره بقوله { فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } وهذا أيضاً إجمال ثم تفصيل . فإن قلت لم قال { وَنَخْلٍ } بعد قوله في جنات ، والجنة تتناول النخل أوّل شيء كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج ، حتى أنهم ليذكرون الجنة ولا يقصدون إلا النخيل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل . قال زهير @ … تَسْقِي جَنَّةً سَحَقَا @@ قلت فيه وجهان أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيهاً على انفراده عنها بفضله عليها ، وأن يريد بالجنات غيرها من الشجر لأن اللفظ يصلح لذلك ، ثم يعطف عليها النخل . الطلعة هي التي تطلع من النخلة ، كنصل السيف في جوفه شماريخ القنو . والقنو اسم للخارج من الجذع كما هو بعرجونه وشماريخه . والهضيم اللطيف الضامر ، من قولهم كشح هضيم ، وطلع إناث النخل فيه لطف ، وفي طلع الفحاحيل جفاء ، وكذلك طلع البرني ألطف من طلع اللون ، فذكرهم نعمة الله في أن وهب لهم أجود النخل وأنفعه . لأنّ الإناث ولادة التمر ، والبرني أجود التمر وأطيبه ويجوز أن يريد أن نخيلهم أصابت جودة المنابت وسعة الماء ، وسلمت من العاهات ، فحملت الحمل الكثير ، وإذا كثر الحمل هضم ، وإذا قل جاء فاخراً . وقيل الهضيم اللين النضيج ، كأنه قال ونخل قد أرطب ثمره . قرأ الحسن « وتنحتون » بفتح الحاء . وقرىء « فرهين » ، وفارهين . والفراهة الكيس والنشاط . ومنه خيل فرهة ، استعير لامتثال الأمر ، وارتسامه طاعة الآمر المطاع . أو جعل الأمر مطاعاً على المجاز الحكمي ، والمراد الآمر . ومنه قولهم لك عليّ إمرة مطاعة . وقوله تعالى { وَأَطِيعُواْ أَمْرِى } طه 90 . فإن قلت ما فائدة قوله { وَلاَ يُصْلِحُونَ } ؟ قلت فائدته أنّ فسادهم فساد مصمت ليس معه شيء من الصلاح ، كما تكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح .