Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 208-209)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مُنذِرُونَ } رسل ينذرونهم { ذِكْرِى } منصوبة بمعنى تذكرة . إمّا لأنّ « أنذر ، وذكر » متقاربان ، فكأنه قيل مذكرون تذكرة . وإمّا لأنها حال من الضمير في منذرون أي ، ينذرونهم ذوي تذكرة . وإمّا لأنها مفعول له على معنى أنهم ينذرون لأجل الموعظة والتذكرة . أو مرفوعة على أنها خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى هذه ذكرى . والجملة اعتراضية . أو صفة بمعنى منذرون ذوو ذكرى . أو جعلوا ذكرى لإمعانهم في التذكرة وإطنابهم فيها . ووجه آخر وهو أن يكون ذكرى متعلقة بأهلكنا مفعولاً له . والمعنى وما أهلكنا من أهل قرية ظالمين إلا بعدما ألزمناهم الحجة بإرسال المنذرين إليهم ، ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم ، فلا يعصوا مثل عصيانهم { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } فنهلك قوماً غير ظالمين . وهذا الوجه عليه المعوّل . فإن قلت كيف عزلت الواو عن الجملة بعد « إلا » ولم تعزل عنها في قوله { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَـٰبٌ مَّعْلُومٌ } الحجر 4 ؟ قلت الأصل عزل الواو لأن الجملة صفة لقرية ، وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف كما في قوله { سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكهف 22 .