Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 213-214)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قد علم أنّ ذلك لا يكون ، ولكنه أراد أن يحرّك منه لازدياد الإخلاص والتقوى . وفيه لطف لسائر المكلفين ، كما قال { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } الحاقة 44 ، فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ، فيه وجهان أحدهما أن يؤمر بإنذار الأقرب فالأقرب من قومه ، ويبدأ في ذلك بمن هو أولى بالبداءة ، ثم بمن يليه وأن يقدّم إنذارهم على إنذار غيرهم ، كما روي عنه عليه السلام أنه لما دخل مكة قال 785 " كلُ ربَا في الجاهليةِ موضوعٌ تحتَ قدميّ هاتينِ ، وأَوّلُ ما أضعُهُ رِبَا العباسِ " والثاني أن يؤمر بأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة ، ولا يحابيهم في الإنذار والتخويف . وروي 786 " أَنّهُ صَعِدَ الصَفَا ـــ لما نزلت ـــ فنادَى الأقربَ فالأقربَ فخذاً فخذاً ، وقال يا بني عبدِ المطلب ، يا بني هَاشمِ ، يا بني عبدِ منافِ ، يا عباسُ عمَّ النبيّ يا صفيةُ عمةَ رسولِ اللَّهِ ، إني لا أمْلِكُ لَكُم مِنَ الله شَيئاً ، سَلُوني مِنْ مَالي مَا شِئْتُمْ " وروي 787 " أَنَّه صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بني عبدِ المطلبِ وهم يومئذٍ أربعونَ رَجلاً الرجلُ مِنْهُمْ يأَكلُ الجذعةَ ، ويشربُ العس على رجلِ شاةٍ وقعبٍ مِنْ لبَنٍ ، فأكَلُوا وشَربُوا حتى صَدَرُوا ، ثم أَنْذَرَهُم فقالَ « يا بني عبدِ المطلبِ ، لو أَخبرتُكَم أَنّ بسفحِ هذا الجبلِ خيلاً أكُنْتُمْ مُصَدّقي ؟ قالوا نَعَمْ . قالَ فَإِني نَذيرٌ لَكُمْ بينَ يَديَ عذابٌ شديدٌ " ، ورُوي أَنّهُ قَالَ 788 " يا بني عبدِ المطلب ، يا بني هاشم ، يا بني عبد مناف ، افتدُوا أنفسَكم منَ النارِ فإنّي لا أغني عنكم شيئاً " ثم قال " يا عائشةُ بنتَ أبي بكر ، ويا حفصةُ بنتَ عمر ، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ ، ويا صفيةَ عمةَ محمد ، اشترين أنفسكنّ منَ النار فإنيّ لا أغني عنكنّ شيئاً " .