Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 215-216)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه ، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه ، فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلاً في التواضع ولين الجانب ، ومنه قول بعضهم @ وَأَنْتَ الشَّهِيرُ بِخَفْضِ الْجَنَاحِ فَلاَ تَكُ فِي رَفْعِهِ أَجْدَلاَ @@ ينهاه عن التكبر بعد التواضع . فإن قلت المتبعون للرسول هم المؤمنون ، والمؤمنون هم المتبعون للرسول ، فمامعنى قوله { لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ؟ قلت فيه وجهان أن يسميهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين لمشارفتهم ذلك ، وأن يريد بالمؤمنين المصدّقين بألسنتهم ، وهم صنفان صنف صدّق واتبع رسول الله فيما جاء به ، وصنف ما وجد منه إلا التصديق فحسب ، ثم إمّا أن يكونوا منافقين أو فاسقين ، والمنافق والفاسق لا يخفض لهما الجناح . والمعنى من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم ، يعني أنذر قومك فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض لهم جناحك ، وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره .