Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 224-226)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلشُّعَرَاءُ } مبتدأ . و { يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } خبره ومعناه أنه لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وفضول قولهم وما هم عليه من الهجاء وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب ، والنسيب بالحرم والغزل والابتهار ، ومدح من لا يستحق المدح ، ولا يستحسن ذلك منهم ولا يطرب على قولهم ـــ إلا الغاوون والسفهاء والشطار . وقيل الغاوون الراوون . وقيل الشياطين ، وقيل هم شعراء قريش عبد الله بن الزبعري ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، ومسافع بن عبد مناف ، وأبو عزة الجمحيّ . ومن ثقيف أمية ابن أبي الصلت . قالوا نحن نقول مثل قول محمد ـــ وكانوا يهجونه ، ويجتمع إليهم الأعراب من قومهم يستمعون أشعارهم وأهاجيهم ـــ وقرأ عيسى بن عمر والشعراء ، بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر . قال أبو عبيد كان الغالب عليه حبّ النصب . قرأ { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } المسد 4 { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ } المائدة 38 و { سُورَةٌ أَنزَلْنَـٰهَا } النور 1 وقرىء « يتبعهم » ، على التخفيف . ويتبعهم ، بسكون العين تشبيهاً « لبعه بعضد » . ذكر الوادي والهيوم فيه تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول واعتسافهم وقلة مبالاتهم بالغلو في المنطق ومجاوزة حدّ القصد فيه ، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة ، وأشحهم على حاتم ، وأن يبهتوا البريّ ، ويفسقوا التقي . وعن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله @ فَبِتْنَ بِجَانِبَيَّ مُصَرَّعَاتٍ وَبِتُّ أُفضُّ أَغْلاَقَ الْخِتَامِ @@ فقال قد وجب عليك الحدّ ، فقال يا أمير المؤمنين قد درأ الله عني الحدّ بقوله { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } .