Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 52-56)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « أسر » ، بقطع الهمزة ووصلها . وسر { إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ } علل الأمر بالإسراع باتباع فرعون وجنوده آثارهم . والمعنى أني بنيت تدبير أمركم وأمرهم على أن تتقدّموا ويتبعوكم ، حتى يدخلوا مدخلكم ، ويسلكوا مسلككم من طريق البحر ، فأطبقه عليهم فأهلكهم . وروي أنه مات في تلك الليلة في كل بيت من بيوتهم ولد ، فاشتغلوا بموتاهم حتى خرج موسى بقومه ، وروي أنّ الله أوحى إلى موسى أن أجمع بني إسرائيل ، كل أربعة أبيات في بيت ، ثم اذبحوا الجداء . واضربوا بدمائها على أبوابكم ، فإني سآمر الملائكة ، أن لا يدخلوا بيتاً على بابه دم ، وسآمرهم بقتل أبكار القبط ، واخبزوا خبزاً فطيراً فإنه أسرع لكم ، ثم أسر بعبادي حتى تنتهي إلى البحر فيأتيك أمري ، فأرسل فرعون في أثره ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسوّر ، مع كل ملك ألف ، وخرج فرعون في جمع عظيم ، وكانت مقدّمته سبعمائة ألف كل رجل على حصان وعلى رأسه بيضة . وعن ابن عباس رضى الله عنهما خرج فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث ، فلذلك استقل قوم موسى عليه السلام وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً ، وسماهم شرذمة قليلين { إِنَّ هَـؤُلآءِ } محكي بعد قول مضمر . والشرذمة الطائفة القليلة . ومنها قولهم ثوب شراذم ، للذي بلي وتقطع قطعاً ، ذكرهم بالاسم الدال على القلة . ثم جعلهم قليلاً بالوصف ، ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلاً ، واختار جمع السلامة الذي هو للقلة ، وقد يجمع القليل على أقله وقلل . ويجوز أن يريد بالقلة الذلة والقماءة ، ولا يريد قلة العدد . والمعنى أنهم لقلتهم لا يبالى بهم ولا يتوقع غلبتهم وعلوهم ، ولكنهم يفعلون أفعالاً تغيظنا وتضيق صدورنا ، ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور ، فإذا خرج علينا خارج ، سارعنا إلى حسم فساده وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن ، لئلا يظنّ به ما يكسر من قهره وسلطانه . وقرىء « حذرون » و « حاذرون » و « حادرون » ، بالدال غير المعجمة . فالحذر اليقظ ، والحاذر الذي يجدّد حذره . وقيل المؤدي في السلاح ، وإنما يفعل ذلك حذراً واحتياطاً لنفسه . والحادر السمين القوي . قال @ أُحِبُّ الصَّبِيَّ السُّوءَ مِنْ أَجْلِ أُمِّهِ وَأُبْغِضُهُ مِنْ بُغْضِهَا وَهُوَ حادِرُ @@ أراد أنهم أقوياء أشداء . وقيل مدججون في السلاح ، قد كسبهم ذلك حدارة في أجسامهم .