Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 61-68)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَهْدِينِ } طريق النجاة من إدراكهم وإضرارهم . وقرىء « فلما تراءت الفئتان » . « إنا لمدركون » بتشديد الدال وكسر الراء ، من أدرك الشيء إذا تتابع ففني . ومنه قوله تعالى { بَلِ ادارك عِلْمُهُمْ فِى ٱلأَخِرَةِ } النمل 66 قال الحسن جهلوا علم الآخرة . وفي معناه بيت الحماسة @ أَبَعْدَ بَنِي أُمِّي الَّذِينَ تَتَابَعُوا أُرَجّى الْحَيَاةَ أَمْ مِنَ الْمَوْتِ أَجْزَعُ @@ والمعنى إنا لمتتابعون في الهلاك على أيديهم ، حتى لا يبقى منا أحد . الفرق الجزء المتفرّق منه . وقرىء « كل فلق » والمعنى واحد . الطود الجبل العظيم المنطاد في السماء { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ } حيث انفلق البحر { ٱلاْخَرِينَ } قوم فرعون ، أي قربناهم من بني إسرائيل أو أدنينا بعضهم من بعض ، وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد ، أو قدمناهم إلى البحر . وقرىء « وأزلقنا » ، بالقاف ، أي أزللنا أقدامهم . والمعنى أذهبنا عزهم ، كقوله @ تَدَارَكْتُمَا عَبْساً وَقَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا وَذُبْيَانَ إذْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ @@ ويحتمل أن يجعل الله طريقهم في البحر على خلاف ما جعله لبني إسرائيل يبساً فيزلقهم فيه . عن عطاء بن السائب أن جبريل عليه السلام كان بين بني إسرائيل وبين آل فرعون ، فكان يقول لبني إسرائيل ليلحق آخركم بأولكم . ويستقبل القبط فيقول رويدكم يلحق آخركم . فلما انتهى موسى عليه السلام إلى البحر قال له مؤمن آل فرعون ــ وكان بين يدي موسى أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون ؟ قال أمرت بالبحر ولا يدري موسى ما يصنع ، فأوحى الله تعالى إليه أن أضرب بعصاك البحر ، فضربه فصار فيه اثنا عشر طريقاً لكل سبط طريق . وروي أنّ يوشع قال يا كليم الله ، أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى ههنا . فخاض يوشع الماء وضرب موسى بعصاه البحر فدخلوا . وروي أنّ موسى قال عند ذلك يا من كان قبل كل شيء ، والمكوّن لكل شيء ، والكائن بعد كل شيء . ويقال هذا البحر هو بحر القلزم . وقيل هو بحر من وراء مصر ، يقال له أساف { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً } أية آية ، وآية لا توصف ، وقد عاينها الناس وشاع أمرها فيهم ، وما تنبه عليها أكثرهم ، ولا آمن بالله . وبنو إسرائيل الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء قد سألوه بقرة يعبدونها ، واتخذوا العجل ، وطلبوا رؤية الله جهرة { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المنتقم من أعدائه { ٱلرَّحِيمُ } بأوليائه .