Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-71)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام ولكنه سألهم ليريهم أنّ ما يعبدونه ليس من استحقاق العبادة في شيء ، كما تقول للتاجر ما مالك ؟ وأنت تعلم أنّ ماله الرقيق ، ثم تقول له الرقيق جمال وليس بمال . فإن قلت { مَا تَعْبُدُونَ } سؤال عن المعبود فحسب ، فكان القياس أن يقولوا أصناماً ، كقوله تعالى { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ } البقرة 219 ، { مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ٱلْحَقّ } سبأ 23 ، { مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } النحل 30 . قلت هؤلاء قد جاءوا بقصة أمرهم كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين ، فاشتملت على جواب إبراهيم ، وعلى ما قصدوه من إظهار ما في نفوسهم من الابتهاج والافتخار . ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم نعبد { فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِينَ } ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده . ومثاله أن تقول لبعض الشطار ما تلبس في بلادك ؟ فيقول ألبس البرد الأَتحمى ، فأجرّ ذيله بين جواري الحي . وإنما قالوا نظل ، لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل .