Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 15-15)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ عِلْمًا } طائفة من العلم أو علماً سنياً غزيراً . فإن قلت أليس هذا موضع الفاء دون الواو ، كقولك أعطيته فشكر ، ومنعته فصبر ؟ قلت بلى ، ولكن عطفه بالواو إشعار بأن ما قالاه بعض ما أحدث فيهما إيتاء العلم وشيء من مواجبه ، فأضمر ذلك ثم عطف عليه التحميد ، كأنه قال ولقد آتيناهما علماً فعملا به وعلماه وعرفا حق النعمة فيه والفضيلة { وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى فَضَّلَنَا } . والكثير المفضل عليه من لم يؤت علماً . أو من لم يؤت مثل علمهما . وفيه أنهما فضلا على كثير وفضل عليهما كثير . وفي الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله ، وأن نعمة العلم من أجل النعم . وأجزل القسم ، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلاً على كثير من عباد الله ، كما قال { وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ } المجادلة 11 ، وما سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم 794 « ورثةُ الأنبياءِ » إلا لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة ، لأنهم القوّام بما بعثوا من أجله . وفيها أنه يلزمهم لهذه النعمة الفاضلة لوازم ، منها أن يحمدوا الله على ما أوتوه من فضلهم على غيرهم . وفيها التذكير بالتواضع ، وأن يعتقد العالم أنه وإن فضل على كثير فقد فضل عليه مثلهم . وما أحسن قول عمر كلّ الناسِ أفقهَ منْ عمر .