Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 19-19)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومعنى { فَتَبَسَّمَ ضَـٰحِكاً } تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً فيه ، يعني أنه قد تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك ، وكذلك ضحك الأنبياء عليهم الصلاة السلام . وأما ما روي 796 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد منه من الضحك النبوي ، وإلا فبدوّ النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب ، وقرأ ابن السميفع « ضحكا » فإن قلت ما أضحكه من قولها ؟ قلت شيئان ، إعجابه بما دل من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وشفقتهم ، وعلى شهرة حاله وحالهم في باب التقوى ، وذلك قولها { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } تعني أنهم لو شعروا لم يفعلوا . وسروره بما آتاه الله مما لم يؤت أحداً من إدراكه بسمعه ما همس به بعض الحكل الذي هو مثل في الصغر والقلة ، ومن إحاطته بمعناه ، ولذلك اشتمل دعاؤه على استيزاع الله شكر ما أنعم به عليه من ذلك ، وعلى استيفاقه لزيادة العمل الصالح والتقوى . وحقيقة { أَوْزِعْنِى } اجعلني أزع شكر نعمتك عندي ، وأكفه وأرتبطه لا ينفلت عني ، حتى لا أنفك شاكراً لك . وإنما أدرج ذكر والديه لأنّ النعمة على الولد نعمة على الوالدين ، خصوصاً النعمة الراجعة إلى الدين ، فإنه إذا كان تقيا نفعهما بدعائه وشفاعته وبدعاء المؤمنين لهما كلما دعوا له ، وقالوا رضي الله عنك وعن والديك . وروي أن النملة أحست بصوت الجنود ولا تعلم أنهم في الهواء ، فأمر سليمان الريح فوقفت لئلا يذعرن حتى دخلن مساكنهنّ ، ثم دعا بالدعوة . ومعنى { وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } واجعلني من أهل الجنة .